تفسير السلمي - السلمي - ج ٢ - الصفحة ٣٢٨
ذكر ما قيل في سورة المنافقين بسم الله الرحمن الرحيم قوله تعالى: * (قالوا نشهد إنك لرسول الله) * [الآية: 1].
قال سهل: لأنهم أقروا بلسانهم ولم يعرفوا بقلوبهم فلذلك سماهم منافقين ومن عرف بقلبه وأقر بلسانه ولم يعرف بأركانه ما فرض الله عليه من غير عذر ولا جهل كان كإبليس.
قوله تعالى: * (لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا) * [الآية: 7].
قال الواسطي: من طالع الأسباب في الدنيا والإعراض في الآخرة لم يفقه قلبه وبقى في حجاب نفسه ومراده الا ترى المنافقين كيف احتالوا بالبخل عليهم بالدنيا ولم يعلموا أن ذلك لا يحجبهم عن التوفيق وكيف حكى الحق عنهم بقربه ولكن المنافقين لا يفقهون.
قوله تعالى: * (ولله خزائن السماوات والأرض) * [الآية: 7].
قال أبو يعقوب النهرجوري: قال الجنيد: خزائنه في السماوات الغيوب وخزائنه في الأرض القلوب فما انفصل من الغيوب وقع في القلوب وما انفصل من القلوب صار إلى الغيوب والعبد مرتهن بشيئين بتقصير الخدمة وارتكاب الزلة.
وقال رجل لحاتم الأصم: من أين تأكل؟ فقال: * (ولله خزائن السماوات والأرض ولكن المنافقين لا يفقهون) *.
قوله تعالى: * (ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين) * [الآية: 8].
سئل الواسطي: ما الذي يدفع به الحسد؟ قال: مجانبة التعزز في الأوقات كلها إلا في ذات الله لأن الله يقول: * (ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين) * حقيقة العزة لله وتمام العزة للرسول صلى الله عليه وسلم وظاهر العزة للمؤمنين.
قال الواسطي: عزة الله أن لا يكون شيء إلا بمشيئته وإرادته وعزة المرسلين انهم آمنون من زوال الإيمان وعزة المؤمنين امنهم من دوام العقوبة.
وقال ابن عطاء: عزة الله العظمة والقدرة وعزة الرسول النبوة والشفاعة وعزة
(٣٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 323 324 325 326 327 328 329 330 331 332 333 ... » »»