تفسير السلمي - السلمي - ج ٢ - الصفحة ٣٣٩
ذكر ما قيل في سورة الملك بسم الله الرحمن الرحيم قوله تعالى: * (تبارك الذي بيد الملك) * [الآية: 1].
قال بعضهم: * (تبارك) * كالكناية والكناية كالإشارة والإشارة لا يدركها إلا الأكابر.
وقال سهل: تعالى من عظم عن الأشباه والأولاد والأضداد والأنداد بيده الملك يقلبه بحوله وقوته ويؤتيه من يشاء وينزعه ممن يشاء وهو القادر عليه وعلى كل شيء جل وتعالى.
سئل بعضهم عن قوله: * (تبارك) * فقال: تبارك هو ابتداء النهايات والغايات الذي لا يخلو علمه من شيء ولا يحاوله العجز والجهل ولا تعارضه الزيادة والنقصان كل مصنوع صنعه ولا علة لصنعه ربط كل شيء بضده وقطعه بحده وانفرد هو بنفسه وهو الذي جاز الغاية قدره والفطنة كهذه وهو الذي بيده الملك لا يستوجب بذلك أحدا إلا هو.
سمعت منصور بن عبد الله يقول: سمعت أبا القاسم البزاز يقول: قال ابن عطاء:
* (تبارك الذي) * أي بارك في الخلق ووهب لهم البركة فنفعهم وكل بقاع مبارك.
وقال أيضا: تبارك أي تعالى عن خلقه فضلا.
وقال جعفر: أي هو المبارك على من انقطع إليه أو كان له.
قوله تعالى: * (الذي خلق الموت والحياة) * [الآية: 2].
قال سهل: الموت في الدنيا بالمعصية وفي الآخرة بالطاعة في الدنيا.
وقال عبد العزيز في قوله: * (ليبلوكم أيكم أحسن عملا) * أي أيكم أحسن استقامة على الأوامر، وقال: * (أيكم أحسن عملا) * أي أيكم الذي يدركه التوفيق فيحببه في الطاعة ويبعده عن المعصية. وقال في قوله: * (العزيز الغفور) * العزيز الممتنع في ملكه والغفور الحكيم في تدبيره لخلقه.
وقال الواسطي: حسن العمل ترك التزيين به.
(٣٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 334 335 336 337 338 339 340 341 342 343 344 ... » »»