تفسير السلمي - السلمي - ج ٢ - الصفحة ٣٣٠
ذكر ما قيل في سورة التغابن بسم الله الرحمن الرحيم قوله تعالى: * (هو الذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن) * [الآية: 2].
قال القاسم: خاطبهم مخاطبة قبل كونهم فسماهم كافرين ومؤمنين في ازلة فأظهرهم حين أظهرهم على ما سماهم وقدر عليهم واخبر انه علم ما يعملون من خير وشر.
قوله تعالى: * (والله بما تعملون بصير) * [الآية: 2].
قال سهل: بصير هل وافق العمل الطبع والخلقة.
قوله تعالى: * (وصوركم فأحسن صوركم) * [الآية: 3].
قال الحسين: أحسن الصورة صورة أعتقت من ذل كن وتولى الحق تصويرها بيده ونفخ فيه من روحه والبسه شواهد النعت وحلاه بالتعليم شفاها واسجد له الملائكة المقربين واسكنه في المجاورة وزين باطنه بالمعرفة وظاهرة بفنون الخدمة قال النبي صلى الله عليه وسلم:
' إن الله خلق آدم على صورته أي صورته التي صوره عليها فأحسن صورته '.
قوله تعالى: * (يوم يجمعكم ليوم الجمع ذلك يوم التغابن) * [الآية: 9].
سمعت منصور بن عبد الله يقول: سمعت أبا القاسم البزار يقول: قال ابن عطاء:
يغبن أهل الطاعة أهل المعصية.
وقال: تغابن أهل الحق على مقادير الضياء عند الرؤية والتجلي والتغابن في رؤية القلب أعظم واجل من رؤية العين لأن رؤية العين تذهل عن التأمل وهو مقصر عما أطلق لغيره عندها يظهر لكل أحد من ظهر له الحق لحقه أخرسه عن جميع نطقه من منازلته ومنازعته.
قوله تعالى: * (ومن يؤمن بالله يهد قلبه) * [الآية: 11].
قال أبو عثمان في هذه الآية: من صحح إيمانه بالله يهد قلبه لاتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم وعلامة صحة الإيمان المداومة على السنن وملازمة الاتباع وترك الآراء والأهواء المضلة.
(٣٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 325 326 327 328 329 330 331 332 333 334 335 ... » »»