تفسير السلمي - السلمي - ج ٢ - الصفحة ٣١٨
قال ابن عطاء: لما عظم أمانته في نفسه ولاه الحق وضع الشرع فجعل أمره أمره ونهيه نهيه. أخبرنا علي بن أحمد بن عبد العزيز قال: حدثنا المنكدري قال: حدثنا أحمد ابن مهدي وإبراهيم بن الحسين قال: حدثنا نعيم بن حماد قال: حدثنا بقية عن عيسى ابن أبي عيسى عن موسى بن أبي حبيب انه سمع الحكم بن عمير يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم: ' إن القرآن صعب مستصعب على من كرهه يسير ميسر على من يتبعه وإن حديثي صعب مستصعب على من كرهه وهو الحكم فمن استسمك بحديثي وفهمه وحفظه جامع القرآن ومن تهاون بالقرآن وحديثي خسر الدنيا والآخرة أمرت أمتي أن يأخذوا بقولي ويطيعوا أمري ويتبعوا سنتي فمن رضي بقولي فقد رضى بالقرآن ومن استهزأ بقولي فقد استهزأ بالقرآن قال الله تعالى: * (ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا) *.
قوله تعالى: * (والذين تبوءوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم..) * الآية.
سمعت سعيد بن أحمد يقول: سئل أبو الحسين البوشيخي عن الفتوة؟ فقال: الفتوة عندي ما وصف الله تعالى به الأنصار من قوله: * (والذين تبوءوا الدار والإيمان من قبلهم..) * الآية. وفي قول النبي صلى الله عليه وسلم: ' المؤمن الذي يرضى لأخيه ما يرضى لنفسه '.
قال القاسم: من عمر داره للفتوة والفتيان كان محمودا ومن عمرها لنفسه والتزين به كان مذموما قال الله تعالى: * (والذين تبوءوا الدار والإيمان..) * الآية.
قوله تعالى: * (ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة) * [الآية: 9].
قال أبن عطاء: يؤثرون به جودا وكرما ولو كان بهم خصاصة يعني جوعا.
وقال أبو حفص: الإيثار هو أن تقدم حظوظ الاخوان على حظك في أمر دنياك وآخرتك.
وقال بعضهم: الإيثار لا يكون عن اختيار إنما الإيثار أن تقدم حقوق الخلق اجمع على حقك ولا تميز في ذلك بين أخ وصاحب وذي معرفة.
(٣١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 313 314 315 316 317 318 319 320 321 322 323 ... » »»