تفسير السلمي - السلمي - ج ٢ - الصفحة ٣٠٧
وقال القناد: الأول السابق لكل خير والمتقدم لكل محسن إلى فعل الإحسان والآخر هو الخاتم بفعل الإحسان وكل من ختم بفعل الخير فهو ممدوح به إذ هو آخر فيه كما أن من سبق فيه فهو ممدوح لذلك. كان النبي صلى الله عليه وسلم آخر الأنبياء فكان خاتم النبيين.
قوله تعالى: * (يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها) * [الآية: 4].
قال سهل: يعلم ما يدخل قلبه من الصلاح والفساد وما يخرج منها من فنون الطاعات فتبين آثارها وأنوارها على الجوارح.
قوله تعالى: * (وهو معكم أينما كنتم) * [الآية: 4].
قال الحسين: ما فارق الأكوان الحق ولا قاربها كيف يفارقها وهو موجدها وحافظها وكيف يقارن الحدث العدم وبه قوام الكل وهو بائن عن الكل ألا تراه يقول: * (وهو معكم أينما كنتم) *.
قوله تعالى: * (يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل) * [الآية: 6].
قال سهل: الليل نفس الطبع والنهار نفس الروح فإذا أراد الله بعبد خير ألف بين نفس طبعه ونفس روحه على إدامة الذكر فاظهر بذلك على صفاته أنوارا.
قوله تعالى: * (وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه) * [الآية: 7].
قال أبو عثمان الأموال عوارى في أيدي أربابها فمن أراد التوفيق انفق من تلك العوارى طالبا لراحة يوم المعاد ومن لم يوفق جمع للعارية عارية وافنى فيها أيامه حتى يسلمها بأجمعها إلى من يخلفه فيها بعده قال الله تعالى: * (آمنوا بالله ورسوله وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه) * [الآية: 7].
قوله تعالى: * (لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل) * [الآية: 10].
قال جعفر: الإرادة القوية والإيمان السليم للمهاجرين وأهل الصفة وإمامهم وسيدهم الصديق الأكبر وهم الذين لم يؤثروا الدنيا على الآخرة بل بذلوها ولم يعرجوا عليها واعتمدوا في ذلك على ربهم وطلبوا رضاه وموافقة الرسول صلى الله عليه وسلم فخصهم الله من بين الأمة بقوله: * (لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل) *.
قوله تعالى: * (من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا) * [الآية: 11].
قال سهل: أعطى الله العباد فضلا ثم يسألهم قرضا فقال: * (من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا) *.
(٣٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 302 303 304 305 306 307 308 309 310 311 312 ... » »»