تفسير السلمي - السلمي - ج ٢ - الصفحة ١٤٢
قوله تعالى: * (وإذا أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح) * [الآية: 7].
قال بعضهم: أخذ ميثاق النبيين بالعموم على لسان السفراء والوسائط وأخذ ميثاق الرسول صلى الله عليه وسلم كفاحا مشافهة بلا واسطة فأظهر الأنبياء مواثيقهم لعمومها واخفى النبي ميثاقه لأنه في محل الخصوص فأخبر الله تعالى عنه في كتابه بقوله: * (فأوحى إلى عبده ما أوحى) * واخبر النبي صلى الله عليه وسلم تعجبا فقال: ' لو تعلمون ما أعلم ' وكذلك مواثيق خصائص الأحباب تكون سرا لا يطلع عليها سواهم.
قوله عز وعلا: * (ليسأل الصادقين عن صدقهم) * [الآية: 8].
قال عبد الواحد بن زيد: الصدق والوفاء لله بالعمل.
قال بعضهم: الصدق أن لا تحزن على المفقود ما دام ذكر المعبود موجودا.
وقال القاسم: لا سؤال أصعب من سؤال الصادق عن صدقه فإنه يطلب بصدق القدسي وعجز المخلوقين اجمع عن الصدق فكيف يجيبون عن صدق الصدق.
وقال الواسطي رحمة الله عليه: * (ليسأل الصادقين عن صدقهم) * الباطن منه أن يسألهم عن التوسل إلى من لا وسيلة إليه إلا به عندها تذوب حسوسهم وتنقطع أعمالهم وصار صدقهم كذبا وصفاؤهم كدرا واستوحشوا من مطالعته فضلا عن التزيين به وذكره.
وقال عبد العزيز المكي: ليسال الموحدين عن صدق توحيدهم. وقال: ليسأل الصادقين ظاهرا عن صدق بواطنهم.
وقال محمد بن علي الترمذي: إذا استوت اقدام الأنبياء في الآخرة في صفها * (يسئل الصادقين عن صدقهم) * فاحتاجت إذ ذاك الأنبياء إلى عفو الله وتقدم محمد صلى الله عليه وسلم امامهم بخطوة الصدق الذي أتى به بارزا على الأنبياء اجمع وهو مقام الوسيلة.
وقال الجنيد رحمة الله عليه: الصدق تحري موافقة الله في كل حال.
وقال النهرجوري: الصدق موافقة الحق في السر والعلانية وحقيقة صدق القول في مواطن الهلكة.
سمعت أبا الفرج الورثاني يقول: سمعت محمد بن عبد العزيز يقول: سمعت أبا
(١٤٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 ... » »»