تفسير السلمي - السلمي - ج ١ - الصفحة ٧٦
وقيل في قوله: * (الحي القيوم) * اجعله مراقبا في قيوميته عليك وعلى جميع العالم.
وقيل: إنه قيوم بحفظ أذكاره على أسرار أهل صفوته، الحي القيوم الذي أحيا كل حي عن عدم، وهو الحي الذي لم يزل.
والقيوم: القائم على كل نفس بما كسبت، وقيل: القيوم القائم بكفاية عباده ليغنيهم به عن غيره.
قوله تعالى: * (لا تأخذه سنة ولا نوم) *.
قال بعض البغداديين: وأنى تأخذ السنة من كان ولا سنة وأوجد السنة قهرا لعباده ونقصا ارتبط الأشياء بأضدادها وانفرد هو عن الأحوال لأنه محولها.
قوله تعالى: * (من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه) *.
جذب به قلوب عباده إليه في العاجل والآجل.
وقال الواسطي: لو جعل إلى نفسه وسيلة غير نفسه كان معلولا، ومن تزين بإخلاصه ومحبته ورضاه توسل بصفاته إلى من لا وسيلة إليه إلا به، قال الله تعالى * (من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه) *.
قوله تعالى: * (ولا يحيطون بشيء من علمه) *.
صار علمه عزا لا إحاطة بشيء منه إلا ما خص به رسول الله أو صديقا من علم لدني.
قوله تعالى: * (وسع كرسيه السماوات والأرض) *.
العرش والكرسي إظهارا للقدرة لا محلا للذات.
(٧٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 ... » »»