تفسير السلمي - السلمي - ج ١ - الصفحة ٤٢٨
ربي يعذرني بدعائي إياه، وإن كنت لا أصلح لذكره ودعائه ثم لا أشقى بدعائه بعد أن يعذرني.
قوله تعالى: * (فلما اعتزلهم وما يعبدون من دون الله وهبنا له إسحاق ويعقوب) * [الآية: 49].
قال الواسطي رحمه الله: عوض الأكابر على مقدار الحرب جعل فهم التلاوة للأحكام، وجعل فهم الحقيقة للأسقام.
قال الله جل ذكره: * (فلما اعتزلهم وما يعبدون من دون الله وهبنا له) * وقال لموسى:
* (وهبنا له من رحمتنا أخاه هارون نبيا) *.
ولما اعتزل محمد صلى الله عليه وسلم الأكوان أجمع ولم يزغ البصر في وقت النظرة وما طغى.
قيل: * (إنك لعلى خلق عظيم) *. لم تزغ غير ما حلاه بصفته. وقال: * (إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله) *.
قال أبو محمد البلاذري: ما خر أحد على ربه في شيء من أسبابه وما ترك أحد له سببا. إلا عوضه الله عليه خيرا منه.
قول الله تعالى: * (فلما اعتزلهم وما يعبدون من دون الله وهبنا له إسحاق ويعقوب) *.
قوله تعالى: * (وجعلنا لهم لسان صدق عليا) * [الآية: 50].
قال ابن عطاء: أصدق الألسنة هي المعبرة عن الحق بالصواب، والذاكر على الدوام لنعمائه والناشرة لآلائه.
وقال بعضهم: فتحنا عليهم ألسنة عبادنا بصدق معاملاتهم وعلو محلهم.
قوله تعالى: * (واذكر في الكتاب موسى إنه كان مخلصا) * [الآية: 51].
قال الترمذي: المخلص على الحقيقة مثل موسى ذهب إلى الخضر صلى الله عليهما ليتأدب به فلم يسامحه في شيء ظهر له منه ومما كان يفعله حتى أوقعه على العذر فيه
(٤٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 423 424 425 426 427 428 429 430 431 432 433 ... » »»