تفسير السلمي - السلمي - ج ١ - الصفحة ٤٣٠
قوله تعالى: * (واذكر في الكتاب إدريس إنه كان صديقا نبيا) * [الآية: 56].
قال بعضهم: الصديق الذي لا يطلب الطريق الصدق من غيره ويكون له أن يطالب غيره بحقيقة الصدق.
وقال الحسين: الصديق: الذي لا يجري عليه كلفة في شواهده لمشاهدة الحق فتولاه الحق فلا يرى شيئا إلا من الحق.
وقال: الصديق: الذي يكون مع الله في حكم ما أوجب، ولا يكون على شره أثر من الأكون ويكون وجدان الذات لم يشهده الحق غيره وهو أعمى عن الكون ويكون له مع الحق فستحمل به الواردات لا يذكر برؤية الكون غير الحق ولا يبدله الحق بالنظر إليه غيرة عليه.
قوله تعالى: * (فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات) * [الآية: 59].
قال محمد بن حامد: أولئك قوم حرموا تعظيم الأنبياء، والأولياء، والصديقين فحجبهم الله عن معرفته وأصابتهم شقاوة ذلك الحال فأضاعوا الصلاة التي هي محل وصلة العبد مع سيده ترسمو بها ولم تتحققوا فيها واتبعوا آراهم وأهوائهم فأصابهم الخذلان وحرموا بذلك السعادة وأثر الشقاوة على العبيد هو حرمان الخدمة وتصغير من عظم الله حرمته.
قوله تعالى: * (ولهم رزقهم فيها بكرة وعشيا) * [الآية: 62].
قال محمد بن عيسى الهاشمي: رد الأشباح إلى قيمها من المطعم والمشرب بكرة وعشيا ونزه الأرواح والأسرار عن ذلك بقوله تعالى: * (إن المتقين في مقام أمين) * [الدخان: 51].
وهو مقام لا ينزله إلا من كان ظاهر الأمانة سرا وعلانية.
قوله تعالى: * (تلك الجنة التي نورث من عبادنا من كان تقيا) * [الآية: 63].
قال بعضهم في هذه الآية: تجعل أهل الجنة وسكانها من يطلبها بفضلنا لا بعمله فإن الجنة ميراث سعادة الأزل لا ميراث الأعمال والعمل سمة ربما تتحقق.
وربما لا تتحقق، والتقوى نتيجة تلك السعادة وقوله: * (من كان تقيا) * من كان
(٤٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 425 426 427 428 429 430 431 432 433 434 435 ... » »»