والثاني: تجلى ما استودع الحق في النفوس في الأحكام الخفية علمها على الخلق المنفرد به الحق ويكشف ذلك لأهل التخصيص من الصديقين والأولياء بعد الأنبياء صلوات الله عليهم. كما قال أبو بكر الصديق: رضي الله عنه إنما هما أخواك وأختاك.
والثالث: ذكر اطلاع القلوب عندما انكشف له من الغيب البعيد ما فيه، وهذا مقرون بالإلهام. كما قال عمر رضي الله عنه ' يا سارية الجبل '.
وقال: إنما حذر النبي صلى الله عليه وسلم بقوله ' اتقوا فراسة المؤمن طائفة هم قائمون بأحكام نفوسهم أن يتقوا طائفة هم خارجون عن أحكام نفوسهم بما كساهم الله تعالى من نوره فصاروا بذلك ناظرين مشرقين على أهل الظلمة لأن الظلمة لا يصادف بها الظلمة.