تفسير السلمي - السلمي - ج ١ - الصفحة ٣٠٣
قال الحسين: من استمع إليك بآية فإنك لا تسمعه، إنما تسمع من أسمعناه في الأزل فيسمع منك، وإما لم تسمعه فما للأصم والسماع وإن سمع ولم يعقل فكأنه لم يسمع قال الله تعالى: * (إن تسمع إلا من يؤمن بآياتنا) *. إلا من أجرينا عليه حكم السعادة في الأزل.
قال بعضهم: من حكم المتحقق أن يكون أصم أعمى يعني: أصم عمن يعبر عنه، أعمى عما يشار إليه.
وقال بعضهم: إذا لم تسمع نداء الله فكيف تجيب داعي الله.
قوله تعالى: * (ومنهم من ينظر إليك أفأنت تهدي العمي ولو كانوا لا يبصرون) * [الآية: 43].
قال الواسطي رحمة الله عليه: ليس من ينظر إليك بنفسه يراك إنما يراك من ينظر إليك بنا، فأما من ينظر بنفسه أو به، فإنه لا يراك إلا من يعمر أوقاته في رؤيتك ويستغرق هو فيما قال الله: * (وتراهم ينظرون إليك وهم لا يبصرون) *.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ' طوبى لمن رآني ومن رأى من رآني '.
قوله تعالى: * (إن الله لا يظلم الناس شيئا) * [الآية: 44].
قال الواسطي رحمة الله عليه في هذه الآية: لا يتجلى لهم بحقه فإن ذلك ظلم، لأن الحق لا يحتملونه بل فيه ذهابهم، ويستحيل أن يكون لهم من القوة ما يطيعون الحق بحقه، إذ في ذلك مساواة ومقارنة.
قوله تعالى: * (قل لا أملك لنفسي ضرا ولا نفعا) * [الآية: 49].
قال بعضهم: نفى من السيد الأخص أن يكون له من نفسه شيء أو يعتمد لها حالا، بل أظهر أن الكل لمن له الكل، ومن لا يملك الأصل كيف يملك فروعه ومن لم يملك نفسه كيف يملك ضرها ونفعها، ومن صحت له هذه الحالة فقد سلم من مدح الخلق فإنه هو الضار النافع.
قوله تعالى: * (ويستنبئونك أحق هو قل إي وربي إنه لحق) * [الآية: 53].
قال بعضهم: أنوار الحق مشرقة وآياته ظاهرة، لا يشك فيها إلا معاند، ولا يعمى
(٣٠٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 298 299 300 301 302 303 304 305 306 307 308 ... » »»