قال بعضهم: لو كنت أملك الغيب وأقدر عليه لما مسني السوء، ولكن طويت الغيوب عنا وألزمت الملامة لنا.
قوله تعالى: * (وجعل منها زوجها ليسكن إليها) *.
قال بعضهم: خلقها ليسكن إليها فلما سكن إليها غفل عن مخاطبات الحقيقة لسكونه إليها فوقع فيما وقع من تناول الشجرة.
قوله تعالى: * (إن وليي الله الذي نزل الكتاب وهو يتولى الصالحين) *.
قال بعضهم: لاحظ الأولياء بعين اللطف ولاحظ العباد بعين البر، ولاحظ الأنبياء بعين التولي فقال: * (إن وليي الله) *.
وقيل في قوله: * (وهو يتولى الصالحين) * عن رعونة البشرية توليا، وأصلح الخواص بصحة المقصود والإقرار بالإخلاص للمعبود، وأصلح العوام بصحة الأوقات.
وسئل جعفر عن الحكمة في قوله: وهو يتولى الصالحين ونحن نعلم أنه يتولى العالمين، فقال التولية على وجهين: تولية إقامة وإبراء، وتولية عناية ورعاية لإقامة الحق.
قال الواسطي رحمة الله عليه: يتولى الصالحين بالوقاية والرعاية، ويتولى الفاسقين بالغواية.
قوله تعالى: * (وإن تدعوهم إلى الهدى لا يسمعوا) *.
قيل: كيف يسمع الدعاء من أصمه الداعي عن المدعو إليه، ولا يسمع نداء الحق إلا من أسمعه فبإسماعه يسمع لا باستماعه ولا بسمعه.
قوله تعالى: * (وتراهم ينظرون إليك وهم لا يبصرون) *.
قيل: بأنفسهم ينظرون إليك، فلا يبصرون خصائص ما أودعناه فيك، وبركات ما أجرينا في الخليقة بك، وكذا من نظر بنفسه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حجب عن إدراك معانيه حتى ينظر ببركة الرسول صلى الله عليه وسلم بل هو أيضا قاصر النظر حتى تنظر إليه بالحق ومن الحق،