قال بعضهم: ظاهر الإثم: رؤية الأفعال وباطنه الركون إليها في السر باطنا.
وقال النهرجوري: إن الله أمر الخلق ونهاهم في الظاهر والباطن فقال: * (وذروا ظاهر الإثم) * وجعل حد الأمر والنهي في العلم لقيام الحجة على من يتخلف عن أمر الله، فإذا بلغ العبد ذلك الحد، فقد بلغ حد الكمال من حيث السر والعلانية.
قال بعضهم: * (ظاهر الإثم) * طلب الدنيا، وباطن الإثم طلب الجنة والنعيم، وهما جميعا يشغلان عن الحق وما شغل عن الحق فهو إثم.
وقيل: * (ظاهر الإثم) * حظوظ النفس وباطن الإثم حظوظ القلب.
وقال سهل: اتركوا المعاصي الجوارح وحبها بالقلب.
قوله تعالى وتقدس * (وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم) * [الآية: 121].
قال أبو عثمان المغربي في هذه الآية: يلقون على ألسنة المدعين ما يقطعون به الطرق على المتحققين.
قوله عز وعلا * (أومن كان ميتا فأحييناه وجعلنا) * [الآية: 122].
قال شاه الكرماني: علامة الحياة ثلاثة: وجدان الأنس بفقدان الوحشة، والإمتلاء من الحق بإدمان التذكرة، واستشعار الهيبة بخالص المراقبة.
وقال جعفر في قوله: * (أومن كان ميتا فأحييناه) * قال: ميتا عنا فأحييناه بنا، وجعلناه إماما يهتدى به وبنوره الأجانب ويرجع إليه الضلال كمن مثله في الظلمات كمن نزل مع شهوته وهواه فلم يؤيد بروائح القرب ومؤانسة الحضرة.
قال ابن عطاء: أو من كان ميتا بحياة نفسه وموت قلبه، فأحييناه بإماتة نفسه وحياة قلبه، وسهلنا عليه سبيل التوفيق وكحلناه بأنوار القرب فلا يرى غيرنا ولا يلتفت إلى سوانا.