قال القاسم: اللطيف الذي لم يدع أحدا يقف على ماهية اسمه فكيف الوقوف على وصفه.
قوله تعالى: * (قد جاءكم بصائر من ربكم) * [الآية: 104].
قال الخواص: أنزل الله البصائر فطوبى لمن رزق بصيرة منها وأدنى البصائر أن يبصر الإنسان رشده.
قوله تعالى: * (ولنبينه لقوم يعلمون) * [الآية: 105].
قال ابن عطاء: لقوم يعلمون حقيقة البيان وهو الوقوف معه حيث ما وقف، والجرى معه حيث ما جرى لا يتقدمه بغلبة ولا يتخلف عنه لعجزه.
قوله تعالى: * (اتبع ما أوحي إليك من ربك) * [الآية: 106].
قال بعضهم: الوحي سر عن غير واسطة والرسالة ولا يزال ظاهر بواسطة لذلك.
قال: ' اتبع ما أنزل إليك من ربك ' لأن الوحي كان خالصا له مستورا لقوله * (فأوحى إلى عبده ما أوحى) *.
واتبع ما أوحي إليك من ربك.
قوله تعالى: * (كذلك زينا لكل أمة عملهم) * [الآية: 108].
قال أبو بشر المروزي: قوالب جفوها أنوار وظلمات، فالنور والظلمة يعيران والأعمال أصنام ولا يؤذن يوم القيامة إلا بحشوها.
قال الواسطي رحمة الله عليه: زينت الأعمال عند أربابها، فأسقطوا بها عن درجة المتحققين إلا من عصم بنور المشاهدة، فشاهد المنة في التوفيق بل شاهد المنان.
وقال أيضا: مهلنا ويسرنا له ما هو فيه حتى يستوفى ما قدرنا له وعليه.
قوله تعالى: * (ونقلب أفئدتهم وأبصارهم) * [الآية: 110].
سمعت النصرآباذي يقول: النفوس في التنقيل والقلوب في التقليب لذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: ' يا مقلب القلوب '.