تفسير السلمي - السلمي - ج ١ - الصفحة ١٩٤
آخريته، فاستحقوا اسم السلام بذلك.
قوله عز ذكره: * (وله ما سكن في الليل والنهار) * [الآية: 13].
كيف لا يسكن إلى الحق ولدعاة الحقيقة تقصده وهو موضع النظر.
وقال الواسطي: * (وله ما سكن في الليل والنهار) * فمن ادعى شيئا من ملكه وهو ما سكن في الليل والنهار من خطرة أو حركة أنها له فقد جارب القبضة وأوهن العزة.
* (ألا له الخلق والأمر) * أمر إطلاق.
وقال أيضا في هذه الآية: أزال الأملاك بل أبطلها حين أضافها إلى نفسه وتولاها بقدرته وأظهرها بمشيئته وأوجدها بعدما أفقدها، فهو المالك لها على الحقيقة.
قوله تعالى: * (قل أغير الله أتخذ وليا) * [الآية: 14].
قال الجوزجاني: أبغى سواه ملجأ وقد سهل السبيل إليه.
وقال غيره: أسواه أستكفى، وهو الذي يكفيني المهم في الدارين.
وقال أبو عثمان: الالتجاء إلى الله عز وجل فإنه موضع اللجأ * (قل أغير الله أتخذ وليا) *.
قوله تعالى: * (قل إني أمرت أن أكون أول من أسلم) *.
قال بعضهم: أكون أول من انقاذ للحق إذا ظهر.
وقال ابن عطاء: أن أكون من الخاضعين لما يبدو من مبادئ القدرة.
وقال جعفر: من الراضين بموارد القضاء.
قوله تعالى: * (وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو) * [الآية: 17].
قال الوراق: اعتمد على الله في جميع أمورك وأحوالك، فإنه لا مانع لما أعطى ولا
(١٩٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 ... » »»