وقلبه؛ فإذا خرج روحه لعنه كل ملك بين السماء والأرض، وكل ملك في السماوات، وغلقت أبواب السماوات دونه، كل باب يكره أن يصعد روحه منه، فينتهي الملك إلى ربه فيقول: يا رب هذا روح عبدك فلان لا تقبله أرض ولا سماء! فيلعنه الله وملائكته، فيقول: ارجعوا بعبدي فأروه ماذا أعددت له من الهوان؛ فإني عهدت إلى عبادي أني منها خلقتكم، وفيها أعيدكم، فترد إليه روحه حين يوضع في قبره، وإنه ليسمع قرع نعالكم حين تنصرفون (ل 212) عنه، فيقول له: ما دينك؟ ومن ربك؟ ومن نبيك؟ فيقول: الله ربي، والإسلام ديني، ومحمد نبيي، فينتهرانه انتهارا شديدا، ثم يقال له: ما دينك؟
ومن ربك؟ ومن نبيك؟ فيقول: لا أدري! فيقال له: لا دريت، ويأتيه عمله في صورة قبيحة وريح منتنة، فيقول: أبشر بعذاب مقيم، فيقول: وأنت فبشرك الله بشر فمثل وجهك يبشر بالشر. ومن أنت؟! فيقول: أنا عملك الخبيث.
ثم يفتح له باب من أبواب الجنة، فيقال له: كان هذا منزلك لو أطعت الله، ثم يفتح له منزله من النار، فينظر إلى ما أعده الله له من الهوان، ويقيض له أصم أعمى، في يده مرزبة لو توضع على جبل لصار رفاتا، فيضربه ضربة فيصير رفاتا، ثم يعاد فيضربه بين عينيه ضربة يصيح منها صيحة يسمعها من على الأرض إلا الثقلين، وينادي مناد أن أفرشوه لوحين من النار، فيفرش