تفسير ابن زمنين - أبي عبد الله محمد بن عبد الله بن أبي زمنين - ج ٣ - الصفحة ١٣٢
هذا روح عبدك، فيصلى عليه الله وملائكته، ويقول: ارجعوا بعبدي فأروه ماذا أعددت له من الكرامة؛ فإني عهدت إلى عبادي أني منها خلقتكم وفيها نعيدكم، فيرد إليه روحه حين يوضع في قبره، فإنه ليسمع قرع نعالكم حين تنصرفون عنه، فيقال له: ما دينك؟ ومن ربك؟ ومن نبيك؟ فيقول: الله ربي، والإسلام ديني، ومحمد نبيي، فينتهرانه انتهارا شديدا، ثم يقال له: ما دينك؟
ومن ربك؟ ومن نبيك؟ فيقول: الله ربي، والإسلام ديني، ومحمد نبيي.
فيناديه مناد: * (يثبن الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة) * فيأتيه عمله في صورة حسنة وريح طيبة، فيقول: أبشر (بجنات) فيها نعيم مقيم؛ فقد كنت سريعا في طاعة الله بطيئا عن معصية الله، فيقول: وأنت بشرك الله بخير فمثل وجهك يبشر بالخير، ومن أنت؟
فيقول: أنا عملك الحسن. ثم يفتح له باب من أبواب النار، فيقال له: كان هذا منزلك فأبدلك الله خيرا منه، ثم يفتح له في جانب قبره فيرى منزله في الجنة، فينظر إلى ما أعد الله له من الكرامة فيقول: يا رب، متى تقوم الساعة كي أرجع إلى أهلي ومالي؟! فيوسع عليه في قبره ويرقد. وأما الكافر فإذا كان في قبل من الآخرة وانقطاع من الدنيا، أتته ملائكة (سود الوجوه) بسرابيل من قطران، ومقطعات من نار، فجلسوا منه بالمكان الذي يراهم منه، فينزع روحه كما ينتزع السفود الكثير شعبه من الصوف المبتل من عروقه
(١٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 ... » »»