تفسير ابن زمنين - أبي عبد الله محمد بن عبد الله بن أبي زمنين - ج ١ - الصفحة ٣٣٥
[176 - 177] * (الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح) * يعني: الجراح؛ وذلك يوم أحد؛ حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((رحم الله قوما ينتدبون حتى يعلم المشركون أنا لم نستأصل، وأن فينا بقية فانتدب قوم ممن أصابتهم الجراح)).
* (الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم) * إلى قوله: (ل 56) * (والله ذو فضل عظيم) * تفسير الكلبي: بلغنا: ((أن أبا سفيان يوم [أحد] حين أراد أن ينصرف قال: يا محمد، موعد ما بيننا وبينكم موسم بدر الصغرى أن نقاتل بها إن شئت؛ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ذلك بيننا وبينك. فانصرف أبو سفيان فقدم مكة، فلقي رجلا من أشجع يقال له: نعيم بن مسعود؛ فقال له: إني قد واعدت محمدا وأصحابه ولا أخرج إليهم، وأكره أن يخرج محمد وأصحابه ولا أخرج؛ فيزيدهم ذلك علي جرأة، ويكون الخلف منهم أحب إلي، فلك عشرة من الإبل إن أنت حبسته عني فلم يخرج؛ فقدم الأشجعي المدينة، وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يتجهزون لميعاد أبي سفيان؛ فقال: أين تريدون؟ فقالوا: واعدنا أبا سفيان أن نلتقي بموسم بدر فنقتتل بها، فقال: بئس الرأي رأيتم، أتوكم في دياركم وقراركم؛ فلم يفلت منكم إلا شريد؛ وأنتم تريدون أن تخرجوا إليهم وقد جمعوا لكم عند الموسم، والله إذن لا يفلت منكم أحد؛ فكره أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن
(٣٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 330 331 332 333 334 335 336 337 338 339 340 ... » »»