تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ٣ - الصفحة ٣٩٨
مكذبون * (أعد الله لهم عذابا شديدا) * في الآخرة * (إنهم ساء ما كانوا يعملون) * يعني بئس ما كانوا يعملون بولايتهم اليهود وكذبهم وحلفهم ثم قال عز وجل * (اتخذوا أيمانهم جنة) * يعني اتخذوا حلفهم ترسا عن القتل والسبي ليأمنوا بها عن القتل والسبي * (فصدوا عن سبيل الله) * يعني صدوا وصرفوا الناس عن دين الله تعالى في السر * (فلهم عذاب مهين) * يهانون فيه سورة المجادلة 17 - 19 قوله تعالى * (لن تغني عنهم أموالهم ولا أولادهم من الله شيئا) * يعني لم تنفعهم أموالهم ولا أولادهم من عذاب الله شيئا * (أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون) * يعني دائمين ثم قال عز وجل * (يوم يبعثهم الله جميعا) * يعني المنافقين واليهود * (فيحلفون له) * يعني يحلفون لله تعالى في الآخرة * (كما) * كانوا * (يحلفون لكم) * في الدنيا وحلفهم في الآخرة كما قال الله تعالى في سورة الأنعام * (والله ربنا ما كنا مشركين) * [الأنعام 23] وروى معمر عن قتادة قال المنافق يحلف لله تعالى يوم القيامة كما كان حلف لأوليائه في الدنيا ثم قال " ويحسبون إنهم على شيء " يعني يحسبون أيمانهم تنفعهم وأنهم على شيء من الهدى * (ألا إنهم هم الكاذبون) * في قولهم ويقال " ويحسبون أنهم على شيء " من الدين ويقال * (ويحسبون) * يعني يحسب المؤمنون " أنهم على شيء " إن المنافقين على شيء من الدين إذا سمعوا حلفهم قال الله تعالى * (ألا إنهم هم الكاذبون) * في حلفهم وهم كافرون في السر ثم قال * (استحوذ) * يعني غلب * (عليهم الشيطان) * ويقال استولى عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله يعني منعهم من التوحيد ويقال خذلهم عن طاعة الله تعالى * (أولئك حزب الشيطان) * يعني جند الشيطان * (ألا إن حزب الشيطان هم الخاسرون) * يعني خسروا أنفسهم وأموالهم في الآخرة سورة المجادلة 20 - 22
(٣٩٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 393 394 395 396 397 398 399 400 401 402 403 ... » »»