تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ٣ - الصفحة ٣٩٩
قوله عز وجل * (إن الذين يحادون الله ورسوله) * يعني يعادون الله ويخالفون الله ورسوله * (أولئك في الأذلين) * يعني في الأسفلين في الدرك الأسفل من النار وهم المنافقون ويقال * (أولئك في الأذلين) * يعني في الهالكين قوله تعالى * (كتب الله) * يعني قضى الله * (لأغلبن أنا ورسلي) * يعني * (لأغلبن) * في الدنيا بالحجة والدلائل في الآخرة ويقال * (لأغلبن) * يعني لأقهرن أنا ورسلي فتكون العاقبة للمؤمنين * (إن الله قوي عزيز) * ويقال * (كتب الله) * يعني قضى الله ذلك قضاء ثابتا * (لأغلبن أنا ورسلي) * وغلبة الرسل تكون على نوعين من بعث منهم في الحرب فغلب في الحرب ومن بعث منهم بغير حرب فهو غالب بالحجة * (إن الله قوي عزيز) * أي مانع حزبه من أن يذل والعزيز الذي لا يغلب ولا يقهر ثم قال * (لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر) * يعني البعث بعد الموت * (يوادون من حاد الله ورسوله) * يعني يتخذون الخلة والصداقة مع الكافرين نزلت في حاطب بن أبي بلتعة وفيه نزل * (لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة) * ثم قال عز وجل * (ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم) * يعني لا تتخذوا مع الكافرين الصداقة وإن كانوا من أقربائكم ثم قال * (أولئك كتب في قلوبهم الإيمان) * يعني الذين لا يتخذون مع الكافرين صداقة هم الذين جعل في قلوبهم الإيمان يعني التصديق * (وأيدهم) * يعني أعانهم * (بروح منه) * أي قواهم بنور الإيمان وبإحياء الإيمان وذلك يوصلهم إلى الجنة * (ويدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار) * يعني في الآخرة * (خالدين فيها) * يعني في الجنة * (رضي الله عنهم) * بإيمانهم وطاعتهم * (ورضوا عنه) * بالثواب والجنة * (أولئك حزب الله) * يعني جند الله * (ألا إن حزب الله هم المفلحون) * يعني الناجون الذين فازوا بالجنة وبنعمة الله تعالى وفضله سبحانه
(٣٩٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 394 395 396 397 398 399 400 401 402 403 404 ... » »»