تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ٣ - الصفحة ٤٠٩
سورة الحشر 18 - 19 قوله تعالى * (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله) * يعني أخشوا الله ويقال أطيعوا الله * (ولتنظر نفس ما قدمت لغد) * يعني ما عملت لغد وأسلفت لغد أي ليوم القيامة ومعناه تصدقوا واعملوا بالطاعة لتجدوا ثوابه يوم القيامة ثم قال * (واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون) * من الخير والشر ثم وعظ المؤمنين بأن لا يتركوا أمره ونهيه كاليهود ويوحدوه في السر والعلانية ولا يكونوا في المعصية كالمنافقين فقال * (ولا تكونوا كالذين نسوا الله) * يعني تركوا أمر الله تعالى * (فأنساهم أنفسهم) * يعني خذلهم الله تعالى حتى تركوا حظ أنفسهم أن يقدموا خيرا لها * (أولئك هم الفاسقون) * يعني العاصين ويقال * (ولا تكونوا كالذين نسوا الله) * أي تركوا ذكر الله وما أمرهم به * (فأنساهم أنفسهم) * يعني فترك ذكرهم بالرحمة والتوفيق ويقال * (ولا تكونوا كالذين نسوا الله) * يعني تركوا عهد الله ونبذوا كتابه وراء ظهورهم * (فأنساهم أنفسهم) * يعني أنساهم حالهم حتى لم يعملوا لأنفسهم ولم يقدموا لها خيرا * (أولئك هم الفاسقون) * يعني الناقضين للعهد سورة الحشر 20 - 22 ثم ذكر مستقر الفريقين فقال * (لا يستوي أصحاب النار وأصحاب الجنة) * يعني لا يستوي في الكرامة والهوان في الدنيا والآخرة لأن أصحاب الجنة في الدنيا موفقون منعمون معصومون وفي الآخرة لهم الثواب والكرامة وأصحاب النار مخذولون في الدنيا معذبون في الآخرة ويقال * (لا يستوي أصحاب النار وأصحاب الجنة) * في الآخرة لان أصحاب الجنة يتقلبون في النعيم وأصحاب النار يتقلبون في النار والهوان ثم قال * (أصحاب الجنة هم الفائزون) * يعني المستعدون الناجون " وأصحاب النار " الهالكون ثم وعظهم ليعتبروا بالقرآن فقال عز وجل * (لو أنزلنا هذا القرآن على جبل) * يعني القرآن الذي فيه وعده ووعيده لو أنزل على جبل * (لرأيته خاشعا) * يعني خاضعا * (متصدعا من خشية الله) * يعني خاضعا متصدعا ويقال ويرق من خوف عذاب الله فكيف لا يرق هذا الإنسان ويخشع ويقال هذا على وجه المثل يعني لو كان الجبل له تميز لتصدع من الخشية من خشية الله
(٤٠٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 404 405 406 407 408 409 410 411 412 413 414 ... » »»