تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ٣ - الصفحة ٤٠٠
سورة الحشر مدنية وهي عشرون وأربع آيات سورة الحشر 1 - 2 قول الله تبارك وتعالى * (سبح لله ما في السماوات) * يعني صلى لله ويقال خضع لله ويقال هو التسبيح بعينه * (ما في السماوات) * من الملائكة * (وما في الأرض) * يعني من الخلق * (وهو العزيز) * في ملكه * (الحكيم) * في أمره ثم قال عز وجل * (هو الذي أخرج الذين كفروا) * يعني يهود بني النضير * (من أهل الكتاب من ديارهم) * وكان بدء أمر بني النضير أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث ثلاثة بعوث أحد البعوث مرثد بن أبي مرثد الغنوي وأمره على سبعة نفر إلى بعض النواحي فساروا حتى جاؤوا بطن الرجيع فنزلوا عند شجرة فأكلوا من تمر عجوة كانت معهم فسقطت نويات بالأرض وكانوا يسيرون بالليل ويكمنون بالنهار فكمنوا بالجبل فجاءت امرأة من هذيل ترعى الغنم فرأت النويات التي سقطت في الأرض فأنكرت صغرهن فعرفت أنها تمر المدينة فصاحت في قومها وقالت أتيتم أتيتم فجاؤوا يطلبونهم فوجدوهم قد كمنوا في الجبل فقالوا لهم انزلوا ولكم الأمان فقالوا لا نعطي بأيدينا فقاتلوهم فقتلوا كلهم إلا عبد الله بن طارق فجرحوه وحسبوا أنه قد مات فتركوه فنجا من بينهم وبقي أخوهم عاصم بن ثابت بن الأفلح ففرغ جعبته ثم جعل يرميهم ويرتجز ويقاتلهم حتى فنيت نبله ثم طاعن بالرمح حتى انكسر الرمح وبقي السيف ثم قال اللهم إني قد حميت دينك أول النهار فاحم جسدي في آخره وكانوا يجردون من قتل من أصحابه فلما قتلوا عاصما حمته الدبر وهي الذنابير حتى جاء السيل من الليل فذهب به وأسروا خبيب بن عدي ورجلا آخر اسمه زيد بن الديشة فأما خبيب بن عدي فذهبوا به إلى مكة فاشترته امرأة ومعها أناس من قريش قتل لهم قتيل يوم بدر فلما جيء بخبيب جيء به في الشهر الحرام فحبس حتى انسلخ الشهر الحرام ثم خرجوا به من الحرم ليصلبوه فقال لهم اتركوني أصلي ركعتين فصلاهما ثم قال لولا خشيت أن يقولوا جزع
(٤٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 395 396 397 398 399 400 401 402 403 404 405 ... » »»