تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ٣ - الصفحة ٣٨٧
هالكا فشبه الدنيا بذلك لأنه لا يبقى ما فيها كما لا يبقى هذا النبت و * (في الآخرة عذاب شديد) * لمن افتخر بالدنيا واختارها * (ومغفرة من الله ورضوان) * لمن ترك الدنيا واختار الآخرة على الدنيا ويقال عذاب شديد لأعدائه ومغفرة من الله لأوليائه ثم قال * (وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور) * يعني كالمتاع الذي يتخذ من الزجاج والخزف إنه يسرع إلى الفناء ولا يبقى إلا العمل الصالح سورة الحديد 21 ثم قال عز وجل * (سابقوا إلى مغفرة من ربكم) * يعني سارعوا بالأعمال الصالحة ويقال بادروا بالتوبة وقال مكحول سابقوا إلى تكبيرة الافتتاح * (وجنة) * يعني إلى جنة * (عرضها كعرض السماء والأرض) * يعني لو ألصق بعضها إلى بعض يعني سبع سماوات وسبع أرضين ومدت مد الأديم لكان عرض الجنة أوسع من ذلك وإنما بين عرضها ولم يبين طولها ويقال لو جعلت السماوات والأرض خردلا لكانت الجنة بعدد ذلك وهذا مثل يعني إنها أوسع شيء رأيتموه * (أعدت للذين آمنوا بالله ورسله) * يعني خلقت وهيئت للذين صدقوا بوحدانية الله تعالى وصدقوا برسله * (ذلك فضل الله) * يعني ذلك الثواب فضل الله على العباد * (يؤتيه من يشاء) * يعني يعطيه من يشاء من عباده وهم المؤمنون * (والله ذو الفضل العظيم) * يعني ذو العطاء العظيم وذو المن الجسيم سورة الحديد 22 - 23 قوله تعالى * (ما أصاب من مصيبة في الأرض) * يعني من قحط المطر وغلاء السعر وقلة النبات ونقص الثمار * (ولا في أنفسكم) * من البلايا والأمراض والأوجاع * (إلا في كتاب) * يعني إلا في اللوح المحفوظ * (من قبل أن نبرأها) * يعني من قبل أن نخلق تلك النسمة وذكر الربيع بن أبي صالح الأسلمي قال دخلت على سعيد بن جبير حين جيء به إلى الحجاج وأراد قتله فبكى رجل من قومه فقال سعيد ما يبكيك قال لما أصابك قال فلا تبك قد كان في علم الله تعالى أن يكون هذا ألم تسمع قول الله تعالى * (ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها) * يعني من قبل أن نخلقها ويقال قبل أن نخلق تلك النفس * (ان ذلك على الله يسير) * يعني هينا " لكيلا تأسوا على ما فاتكم " يعني لكيلا تحزنوا * (على ما فاتكم) * من الرزق والعافية إذا علمتم أنها مكتوبة عليكم
(٣٨٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 382 383 384 385 386 387 388 389 390 391 392 ... » »»