تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ٣ - الصفحة ٣٧٤
قال الله تعالى * (قل) * يا محمد * (إن الأولين والآخرين) * يعني الأمم الخالية وهذه الأمة * (لمجموعون إلى ميقات يوم معلوم) * يعني في يوم القيامة يجتمعون فيه * (ثم إنكم أيها الضالون) * يعني المشركون * (المكذبون لآكلون من شجر من زقوم) * وقد ذكرناه * (فمالئون منها البطون) * يعني يملؤون من طلعها البطون * (فشاربون عليه من الحميم) * يعني على إثره يشربون من الحميم * (فشاربون شرب الهيم) * يعني كشرب الهيم وهي الإبل التي يصيبها داء فلا تروى من الشراب ويقال الأرض التي أصابتها الشمس وهي أرض سهلة من الرملة قرأ نافع وعاصم وحمزة * (شرب الهيم) * بضم الشين والباقون بالنصب فمن قرأ بالضم فهو اسم ومن قرأ بالنصب فهو المصدر ويقال كلاهما مصدر شربت ثم قال * (هذا نزلهم يوم الدين) * يعني جزاءهم يوم الجزاء ويقال معناه هو الذي ذكرناه من الزقوم والشراب طعامهم وشرابهم يوم الحساب سورة الواقعة 57 - 62 ثم قال * (نحن خلقناكم) * يعني خلقناكم ولم تكونوا شيئا وأنتم تعلمون * (فلولا تصدقون) * يعني أفلا تصدقون بالبعث وبالرسل ثم أخبر عن صنعه ليعتبروا فقال * (أفرأيتم ما تمنون) * يعني ما خرج منكم من النطفة ويقع في الأرحام * (أأنتم تخلقونه) * يعني أنتم تخلقون منه بشرا في بطون النساء ذكرا أو أنثى * (أم نحن الخالقون) * يعني بل نحن نخلقه * (نحن قدرنا بينكم الموت) * يعني نحن قسمنا بينكم الآجال فمنكم من يموت صغيرا ومنكم من يموت شابا ومنكم من يموت شيخا قرأ ابن كثير * (نحن قدرنا) * بالتخفيف وقرأ الباقون * (قدرنا) * بالتشديد ومعناهما واحد لأن التشديد للتكثير ثم قال * (وما نحن بمسبوقين على أن نبدل أمثالكم) * يعني وما نحن بعاجزين إن أردنا أن نأتي بخلق مثلكم وأمثل منكم وأطوع لله تعالى * (وننشئكم في ما لا تعلمون) * يعني ونخلقكم سوى خلقكم من الصور فيما لا تعلمون من الصور مثل القردة والخنازير ويقال وما نحن بعاجزين على أن نرد أرواحكم إلى أجسامكم بعد الموت ثم قال عز وجل * (ولقد علمتم النشأة الأولى) * يعني علمتم ابتداء خلقكم إذ خلقناكم في بطون أمهاتكم ثم أنكرتم البعث * (فلولا تذكرون) * يعني فلولا تتعظون وتعتبرون بالخلق الأول أنه قادر على أن يبعثكم كما خلقكم أول مرة ولم تكونوا شيئا
(٣٧٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 369 370 371 372 373 374 375 376 377 378 379 ... » »»