تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ٣ - الصفحة ٣٧٧
يعني تجعلون شكر رزقكم التكذيب ولا تنسبون السقيا إلى الله تعالى الذي رزقكم سورة الواقعة 83 - 96 ثم قال * (فلولا إذا بلغت الحلقوم) * يعني بلغ الروح الحلقوم * (وأنتم حينئذ تنظرون) * إلى الميت * (ونحن أقرب إليه منكم) * يعني أمر الله تعالى وهو ملك الموت أقرب إليه منكم حين أتاه لقبض روحه * (ولكن لا تبصرون) * ما حضر الميت * (فلولا إن كنتم غير مدينين) * يعني غير محاسبين ويقال غير مملوكين أذلاء من قولك دنت له بالطاعة وإنما سمي * (يوم الدين) * لأنه يوم الإذلال والهوان ويقال * (غير مدينين) * يعني غير مجزيين * (ترجعونها إن كنتم صادقين) * يعني إنكم غير محاسبين فهلا رددتهم عنه الموت ثم ذكر الأصناف الثلاثة الذين ذكرهم في أول السورة فقال * (فأما إن كان من المقربين) * يعني إذا كان هذا الميت من المقربين عند الله ومن السابقين * (فروح وريحان) * قرأ الحسن * (فروح) * بضم الراء وقراءة العامة بالنصب وقال أبو عبيد لولا خلاف الأمة لقرأته بالضم وروت عائشة رضي الله عنها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قرأ بالضم وقال القتبي * (الروح) * يعبر عن معان فالروح روح الأجسام الذي تقبض عند الممات وفيه حياة النفس والروح جبريل وكلام الله روح لأنه حياة من الجهل وموت الكفر ورحمة الله روح كقوله * (وأيدهم بروح منه) * [المجادلة 22] أي برحمة والروح الرحمة والرزق ويقال * (الروح) * حياة دائمة لا موت فيها * (والريحان) * الرزق ويقال هي النبات بعينها ومن قرأ بالنصب فهو الفرح ويقال الراحة ويقال هي الرحمة كقوله * (لا تيأسوا من روح الله) * ثم قال * (وجنة نعيم) * يعني لا انقطاع لها * (وأما إن كان من أصحاب اليمين) * يعني إن كان الميت من أصحاب اليمين * (فسلام لك من أصحاب اليمين) * يعني سلام الله لهم ويقال يسلمون عليك من الجنة ويقال * (سلام لك) * يعني سلام عليك منهم ويقال ترى منهم ما تحب من السلام ويقال * (فسلام لك) * يعني يقال لهم عند الموت وفي القبر وعلى الصراط وعند الميزان بشارة لك إنك من أهل الجنة ثم قال عز وجل * (وأما إن كان من المكذبين) * يعني إن كان الميت * (من المكذبين) * بالبعث * (الضالين) * عن الهدى * (فنزل من حميم) * يعني جزاؤهم وثوابهم من حميم يعني
(٣٧٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 372 373 374 375 376 377 378 379 380 381 382 ... » »»