تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ٣ - الصفحة ٣٧١
للبقاء لا يتغير ويقال * (مخلدون) * يعني لا يكبرون ويقال هم أولاد الكفار لم يكن لهم ذنب يعذبون به ولا طاعة يثابون فيكونون خداما لأهل الجنة قوله تعالى * (بأكواب وأباريق) * يعني بأيدي الغلمان أكواب يعني أكواب من فضة مدورة الرأس ليست لها عرى وهذا قول مقاتل والأباريق التي لها عرى ثم قال * (وكأس من معين) * يعني خمرا بيضاء من نهر جار * (لا يصدعون عنها) * يعني لا يصدع رؤوسهم بشرب الخمر في الآخرة * (ولا ينزفون) * يعني لا تذهب عقولهم ولا ينفد شرابهم ولا اختلاف في القراءة مثلما ذكرنا في سورة الصافات ثم قال * (وفاكهة مما يتخيرون) * يعني مما يتمنون ويختارون من ألوان الفاكهة * (ولحم طير مما يشتهون) * يعني إن شاء مشويا وإن شاء مطبوخا ثم قال عز وجل * (وحور عين) * قرأ حمزة والكسائي * (وحور عين) * بالكسر عطفا على قوله * (بأكواب وأباريق) * فصار خفضا على المجاورة والباقون * (وحور عين) * بالضم ومعناه ولهم حور عين والحور البيض والعين الحسان الأعين * (كأمثال اللؤلؤ المكنون) * يعني اللؤلؤ الذي في الصدف لم تمسه الأيدي ولم تره الأعين * (جزاء بما كانوا يعملون) * يعني هذه الجنة مع هذه الكرامات ثوابا لأعمالهم سورة الواقعة 25 - 36 ثم قال * (لا يسمعون فيها لغوا) * يعني في الجنة خلفا وكذبا * (ولا تأثيما) * يعني كلام فيه إثم عند الشرب كما يكون في الدنيا ويقال * (ولا تأثيما) * يعني ولا إثم عليهم فيما شربوا * (إلا قيلا سلاما سلاما) * يعني إلا قولا وكلاما يسلم بعضهم على بعض ويقال * (الآ) * بمعنى لكن فكأنه يقول لكن قولا سلاما يسلم عليهم الملائكة ويبعث الله تعالى إليهم الملائكة بالسلام فهذا كله نعت السابقين ثم ذكر الصنف الثاني فقال * (وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين) * يعني مالهم من الخير والكرامة على وجه التعجب ثم وصف حالهم فقال * (في سدر مخضود) * يعني لا شوك له كالسدر الذي يكون في الدنيا والسدرة شجرة بالبصرة وغيرها لها ثمرة وفي تلك الشجرة شوك ويتخذون من ورقها الخوص وقال قتادة * (في سدر مخضود) * يعني الكثير الحمل الذي ليس له شوك وقال
(٣٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 366 367 368 369 370 371 372 373 374 375 376 ... » »»