تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ٣ - الصفحة ٣٧٣
قامة أحدهم ستون ذراعا على قامة أبيهم آدم صلوات الله عليه شباب جرد مكحلون أعينهم كالقمر ليلة البدر وآخرهم كالكوكب الدري في السماء يبصر وجهه في وجهها وكبده في كبدها وفي مخ ساقها وتبصر هي وجهها في وجهه وفي كبده وفي مخ ساقه ولا يبزقون ولا يتمخطون وما كان فوق ذلك من الأذى فهو أبعد * (لأصحاب اليمين) * يعني هذا الذي ذكر كرامة لأصحاب اليمين ثم قال عز وجل * (ثلة من الأولين وثلة من الآخرين) * يعني جماعة من أول هذه الأمة وجماعة من الآخرين وذكر في السابقين أنهم جماعة من الأولين وقليل من الآخرين لأن السابق في أخر الأمة قليل وأما أصحاب اليمين يكون جماعة من أول الأمة وجماعة من آخر الأمة سورة الواقعة 41 - 38 ثم ذكر الصنف الثالث فقال * (وأصحاب الشمال ما أصحاب الشمال) * يعني ما لأصحاب الشمال من الشدة والشر والهوان ثم وصف حالهم فقال * (في سموم وحميم) * والسموم الزمهرير يقطع الوجوه وسائر اللحم ويقال السموم النار الموقدة والحميم الماء الحار الشديد * (وظل من يحموم) * واليحموم الدخان يعني دخان جهنم أسود * (لا بارد ولا كريم) * يعني * (لا بارد) * شرابهم * (ولا كريم) * منقلبهم ثم بين أعمالهم التي استحقوا بها العقوبة فقال * (إنهم كانوا قبل ذلك مترفين) * يعني متنعمين أي كانوا في الدنيا متكبرين في ترك أمر الله تعالى ويقال كانوا مشركين * (وكانوا يصرون على الحنث العظيم) * يعني يثبتون على الذنب العظيم وهو الشرك وإنما سمي الشرك حنثا لأنهم كانوا يحلفون بالله لا يبعث الله من يموت وكانوا يصرون على ذلك وقال القتبي * (الحنث العظيم) * اليمين الغموس وقال مجاهد الذنب العظيم وقال ابن عباس * (الحنث العظيم) * هو الشرك * (وكانوا يقولون) * مع شركهم * (أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما أئنا لمبعوثون) * يعني بعدما صرنا ترابا وعظاما بالية صرنا أحياء بعد الموت " وآباؤنا الأولون " الذين مضوا قبلنا وصاروا ترابا سورة الواقعة 49 - 56
(٣٧٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 368 369 370 371 372 373 374 375 376 377 378 ... » »»