تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ٣ - الصفحة ١٥٥
داود عليه السلام في ذلك فرفعت السلسلة وأمره بأن يقضي بالبينات والأيمان فذلك قوله عز وجل * (وآتيناه الحكمة) * يعني الفهم والعلم ويقال يعني النبوة * (وفصل الخطاب) * يعني القضاء بالبينات والأيمان وقال قتادة والحسن * (وفصل الخطاب) * يعني البينة على الطالب واليمين على المطلوب سورة ص 21 - 26 ثم قال عز وجل * (وهل أتاك نبأ الخصم) * يعني خبر الخصم ويقال خبر الخصوم * (إذ تسوروا المحراب) * والتسور أن يصعد في مكان مرتفع وإنما سمي المحراب سورا لارتفاعه من الأرض ويقال * (تسوروا) * يعني دخلوا عليه من فوق الجدار وقال الحسن البصري جزأ داود عليه السلام الدهر أربعة أيام فيوما لنسائه ويوما لقضائه ويوما يخلو فيه لعبادة ربه ويوما لبني إسرائيل ليسألونه فقال يوما لبني إسرائيل أيكم يستطيع أن يتفرغ لعبادة ربه يوما لا يصيب الشيطان منه شيئا فقالوا يا نبي الله لا يستطيع ذلك أحد فحدث نفسه أنه يستطيع ذلك فدخل محرابه وأغلق أبوابه فقام يصلي في المحراب فجاء طائر في أحسن صورة مزين كأحسن ما يكون فوقع قريبا منه فنظر إليه فأعجبه فوقع في نفسه منه شيء فدنا منه ليأخذه فوقع قريبا منه وأطمعه وأراد أن يأخذه ففعل ذلك ثلاث مرات حتى إذا كان في الرابعة ضرب يده عليه فأخطأه ووقع على سور المحراب قال وخلف المحراب حوض تغتسل فيه النساء فضرب يده عليه وهو على سور المحراب فأخطأه وهرب الطائر فأشرف داود فإذا بامرأة تغتسل فلما رأته نقضت شعرها فغطت جسدها فوقع في نفسه منها ما يشغله عن صلاته فنزل من محرابه ولبست المرأة ثيابها وخرجت إلى بيتها فخرج حتى عرف بيتها وسألها من أنت فأخبرته فقال هل لك زوج قالت نعم قال أين هو فقالت في بعث كذا وكذا وجند كذا وكذا فرجع وكتب إلى عامله إذا جاءك كتابي هذا فاجعل فلانا في أول الخيل فقدم في فوارس فقاتل فقتل ثم انتظر حتى انقضت عدتها فخطبها وتزوجها فبينما هو في المحراب إذا تسور عليه ملكان وكان الباب مغلقا ففزع منهما فقالا لا تخف
(١٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 ... » »»