تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ٣ - الصفحة ١٥١
لتدارك كلام غلط فيه تقول رأيت زيدا بل عمروا والثاني أن يكون لترك شيء وأخذ غيره من الكلام كقوله * (بل الذين كفروا في عزة وشقاق) * ثم خوفهم فقال عز وجل * (كم أهلكنا من قبلهم من قرن) * يعني من أمة * (فنادوا) * يعني فنادوا في الدنيا واستغاثوا * (ولات حين مناص) * يعني وليس تحين فرار قال الكلبي وكانوا إذا قاتلوا قال بعضهم لبعض * (ولات حين مناص) * يقول احمل حملة واحدة فينجو من نجا ويهلك من هلك فلما أتاهم العذاب قالوا * (مناص) * مثل ما كانوا يقولون فقال الله تعالى لهم ليس بحين فرار وهي لغة اليمن وقال القتبي النوص التأخر والبوص التقدم في كلام العرب وروى معمر عن قتادة في قوله * (فنادوا ولات حين مناص) * قال نادوا على غير حين النداء وقال عكرمة نادوا وليس تحين انفلات وقال أبو عبيدة اختلفوا في الوقف فقال بعضهم يوقف عند قوله * (ولأت) * يم يبتدئ " تحين مناص " على خط الكتاب والذي عندنا أن الوقف عند قوله ولا ثم يبتدأ حين مناص لأنا لا نجد في اليوم شيء من كلام العرب ولات أما المعروف لا ولأن تفسير ابن عباس يشهد لها وذلك أنه قال ليس تحين فرار وليس هي أخت لا ولا بمعناها قال أبو عبيدة ومع هذا تعمدت النظر في الذي يقال له مصحف الإمام وهو مصحف عثمان بن عفان رضي الله عنه فوجدت التاء متصلة مع حين سورة ص 4 - 7 ثم قال عز وجل * (وعجبوا أن جاءهم منذر منهم) * يعني مخوف منهم ورسول منهم يعني من العرب وهو محمد صلى الله عليه وسلم * (وقال الكافرون هذا ساحر كذاب) * يكذب على الله تعالى أنه رسوله * (أجعل الآلهة إلها واحدا) * يعني كيف يتسع لحاجتنا إله واحد " إن هذا لشيء عجاب " يعني لأمر عجيب والعرب تحول فعيلا إلى فعال وههنا أصله شيء عجيب كما قال في سورة ق * (عجيب) * [هود 72، ق 2] * (وانطلق الملأ منهم) * قال الفقيه أبو الليث رحمه الله أخبرنا الثقة بإسناده عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال لما مرض أبو طالب دخل عليه نفر من قريش فقالوا يا أبا طالب إن ابن أخيك يشتم آلهتنا ويقول ويقول ويفعل ويفعل فأرسل إليه فانهه عن ذلك فلما فأرسل إليه أبو طالب قام النبي صلى الله عليه وسلم وجاء إلى عمه أبي طالب وكان إلى جنب أبي طالب موضع رجل فخشي أبو جهل إن جاء النبي صلى الله عليه وسلم يجلس إلى جنب عمه أن يكون أرق له عليه فوثب أبو جهل فجلس في ذلك المجلس فلما جاء النبي صلى الله عليه وسلم لم يجد مجلسا إلا عند الباب فلما دخل قال له أبو طالب يا ابن أخي إن قومك
(١٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 ... » »»