تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ٣ - الصفحة ١٥٢
يشكونك ويزعمون أنك تشتم آلهتهم وتقول وتقول وتفعل وتفعل فقال (يا عم إني إنما أريد منهم كلمة واحدة تدين لهم بها العرب وتؤدي إليهم بها والعجم الجزية) فقالوا وما هي فقال النبي صلى الله عليه وسلم (لا إله إلا الله) فقاموا فزعين ينقضون ثيابهم ويقولون " أجعل الآلهة إلها واحدا إن هذا لشيء عجاب " قوله عز وجل * (وانطلق الملأ منهم) * يعني الأشراف من قريش * (أن امشوا) * يعني امكثوا * (واصبروا) * يعني اثبتوا * (على آلهتكم) * يعني على عبادة آلهتكم " إن هذا لشيء يراد " يعني لأمر يراد كونه بأهل الأرض ويقال إن هذا لشيء يراد يعني لا يكون ولا يتم له * (ما سمعنا بهذا في الملة الآخرة) * يعني في اليهود والنصارى * (إن هذا إلا اختلاق) * يعني يختلقه من قبل نفسه ويقال في قوله " إن هذا لشيء يراد " يعني أراد أن يكون سورة ص 8 - 10 ثم قال عز وجل * (أأنزل عليه الذكر من بيننا) * يعني أخص بالنبوة من بيننا يقول الله عز وجل * (بل هم في شك من ذكري) * يعني في ريب من القرآن والتوحيد * (بل لما يذوقوا عذاب) * أي لم يذوقوا عذابي كقوله * (ولما يدخل الإيمان في قلوبكم) * [الحجرات 14] أي لم يدخل فهذا تهديد لهم أي سيذوقون عذابي ثم قال * (أم عندهم خزائن رحمة ربك) * يعني مفاتيح رحمة ربك يعني مفاتيح النبوة بأيديهم يعني ليس ذلك بأيديهم وإنما ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء * (العزيز الوهاب) * يعني بيد الله * (العزيز) * في ملكه * (الوهاب) * لمن يشاء قوله عز وجل * (أم لهم ملك السماوات والأرض وما بينهما) * يعني ألهم ملكنا فيختاروا النبوة من يشاء بل الله يختار من يشاء يوحي إليه بالرسالة أي يوحي الله عز وجل بالرسالة لمن يشاء * (فليرتقوا في الأسباب) * يعني إن لم يرضوا بما فعل الله تعالى فليتكلفوا الصعود إلى السماء وقال القتبي أسباب السماء أي أبواب السماء كما قال القائل أسباب السماء بسلم قال ويكون أيضا * (فليرتقوا في الأسباب) * يعني في الجبال إلى السماء كما سألوك أن ترقى في السماء فتأتيهم بكتابة وهذا كله توبيخ وتهديد بالعجز
(١٥٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 ... » »»