تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ٣ - الصفحة ١٢٤
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتمثل بشيء من الشعر قالت كان أبغض الحديث إليه الشعر ولم يتمثل بشيء من الشعر إلا ببيت أخي بني قيس بن طرفة (ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا * ويأتيك بالأخبار من لم تزود) فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يقول (ويأتيك بالأخبار من لم تزود بالأخبار) فقال أبو بكر رضي الله عنه ليس هكذا يا رسول الله فقال (لست بشاعر ولا ينبغي لي أن أتكلم بالشعر) فإن قيل روي عنه أنه كان يتكلم بالشعر لأنه ذكر أنه قال (أنا النبي لا كذب * أنا ابن عبد المطلب) وذكر أنه عثر يوما فدميت أصبعه فقال (هل أنت إلا إصبع دميت * وفي كتاب الله ما لقيت) وذكر أنه قال يوم الخندق (بسم الإله وبه هدينا * ولو عبدنا غيره شقينا) قيل له هذه كلمات تكلم بها فصارت موافقة للشعر وليست بشعر ثم قال عز وجل * (لينذر من كان حيا) * يعني من كان مؤمنا لأن المؤمن هو الذي يقبل الإنذار ويقال * (من كان حيا) * يعني عاقلا راغبا في الطاعة قرأ نافع وابن عامر " لتنذر " بالتاء على معنى المخاطبة يقول لتنذر يا محمد وقرأ الباقون بالياء على معنى الخبر عنه يعني لينذر محمد صلى الله عليه وسلم ويقال يعني لتنذر بالقرآن من كان مهتديا في علم الله تعالى * (ويحق القول) * يعني وجب العذاب * (على الكافرين) * يعني قوله * (لأملأن جهنم) * [الأعراف 18] ثم وعظهم ليعتبروا سورة يس 71 - 76 ثم وعظهم ليعتبروا فقال * (أو لم يروا أنا خلقنا لهم) * يعني أو لم ينظروا فيعتبروا فيما أنعم الله عز وجل عليهم * (أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا) * يعني أنا خلقنا بقوتنا وبقدرتنا وبأمرنا * (أنعاما) * يعني الإبل والبقر والغنم * (فهم لها مالكون) * يعني الأنعام وقال قتادة يعني ما في بطونها * (وذللناها لهم) * يعني سخرناها لهم فيحملون عليها ويسوقونها حيث شاؤوا فلا تمتنع منهم * (فمنها ركوبهم) * في انتفاعهم وحوائجهم * (ومنها يأكلون) * من
(١٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 ... » »»