تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ٣ - الصفحة ١٢٢
سورة يس 59 - 66 يقول الله تعالى * (وامتازوا اليوم) * وذلك أنه إذا كان يوم القيامة نادى مناد * (وامتازوا اليوم أيها المجرمون) * يعني اعتزلوا أيها الكفار من المؤمنين فإنهم قد تأذوا منكم في الدنيا فاعتزلوهم حتى ينجوا منكم ويقال إن المنادي ينادي * (أيها المجرمون) * امتازوا فإن المؤمنين قد فازوا وأيها المنافقون امتازوا فإن المخلصين قد فازوا ويا أيها الفاسقون امتازوا فإن الصالحين قد فازوا ويا أيها العاصون امتازوا فإن المطيعين قد فازوا ثم يقول للكفار والمنافقين بعدما امتازوا * (ألم أعهد إليكم) * يعني ألم أتقدم إليكم ويقال ألم أبين لكم في القرآن ويقال ألم أوضح لكم * (يا بني آدم) * بالكتاب والرسل وقال القتبي العهد يكون لمعان يكون للأمانة كقوله * (فأتموا إليهم عهدهم) * [التوبة 4] ويكون لليمين ويكون للوثاق للميثاق ويكون للزمان كما يقال كان ذلك في عهد فلان أي في زمانه ويكون العهد للوصية * (ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان) * يعني أن لا تطيعوا الشيطان قال ابن عباس من أطاع شيئا فقد عبده * (إنه لكم عدو مبين) * يعني بين العداوة * (وأن اعبدوني) * يعني أطيعوني ووحدوني * (هذا صراط مستقيم) * يعني هذا التوحيد طريق مستقيم ويقال دين الإسلام هو طريق مستقيم لا عوج فيه وهو طريق الجنة قوله عز وجل * (ولقد أضل منكم جبلا كثيرا) * يعني خلقا كثيرا وقرأ نافع وعاصم * (جبلا) * بكسر الجيم والباء والتشديد وقرأ أبو عمرو وابن عامر * (جبلا) * بضم الجيم وجزم الباء والباقون بضم الجيم والباء ومعنى ذلك كله واحد وقال أهل اللغة الجبل والجبلة واحد يعني الناس الكثير * (أفلم تكونوا تعقلون) * ما فعل من كان قبلكم فتعتبروا فلم تطيعوه فلما دنوا من الباب قال لهم الخزنة * (هذه جهنم التي كنتم توعدون) * في الدنيا فلم تصدقوا بها * (اصلوها اليوم بما كنتم تكفرون) * في الدنيا يعني عقوبة لكم بما كفرتم قوله عز وجل * (اليوم نختم على أفواههم) * وذلك حين قالوا * (والله ربنا ما كنا مشركين) * * (وتكلمنا أيديهم وتشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون) * يعني تعملون من الشرك والمعاصي
(١٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 ... » »»