تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ٣ - الصفحة ١١٥
قومي يعلمون بما غفر لي ربي) بالذي غفر لي ربي ويقال بمغفرتي ويقال بماذا غفر لي ربي فلو علموا لآمنوا بالرسل وقال * (وجعلني من المكرمين) * أي الموحدين في الجنة فنصح لهم في حياته وبعد وفاته سورة يس 28 - 32 يقول الله تعالى * (وما أنزلنا على قومه من بعده من جند من السماء) * يعني من بعد حبيب النجار * (من جند) * من السماء يعني الملائكة * (وما كنا منزلين) * يعني لم نبعث إليهم أحدا * (إن كانت إلا صيحة واحدة) * يعني ما كانت إلا صيحة جبريل عليه السلام * (فإذا هم خامدون) * يعني ميتين لا يتحركون قوله عز وجل * (يا حسرة على العباد) * يعني يا ندامة على العباد في الآخرة يعني يقولون يا حسرتنا على ما فعلنا بالأنبياء عليهم السلام * (ما يأتيهم من رسول) * في الدنيا " إلا كانوا به يستهزئون " ثم خوف المشركين بمثل عذاب الأمم الخالية ليعتبروا فقال * (ألم يروا كم أهلكنا) * يعني ألم يعلموا ويقال ألم يخبروا كم أهلكنا * (قبلهم من القرون) * يعني كم عاقبنا من القرون الماضية * (أنهم إليهم لا يرجعون) * إلى الدنيا قوله عز وجل * (وإن كل لما جميع لدينا محضرون) * قرأ عاصم وحمزة وابن عامر بتشديد الميم وقرأ الباقون بالتخفيف فمن قرأ بالتشديد فمعناه وما كل إلا جميع ومن قرأ بالتخفيف فما زائدة مؤكدة والمعنى " وإن كل لجميع لدينا محضرون " يعني يوم القيامة محضرون عندنا سورة يس 33 - 35 ثم وعظهم كي يعتبروا من صنعه فيعرفوا توحيده فقال تعالى * (وآية لهم) * يعني علامة وحدانيته * (الأرض الميتة أحييناها) * يعني الأرض اليابسة أحييناها بالمطر لتنبت * (وأخرجنا منها حبا) * يعني الحبوب كلها * (فمنه يأكلون وجعلنا فيها) * يعني وخلقنا في
(١١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 ... » »»