ثم قال عز وجل * (ولتجدنهم أحرص الناس على حياة) * يعني أن اليهود أحرص الناس على البقاء * (ومن الذين أشركوا) * يعني أحرص الناس على الحياة وأحرص من الذين أشركوا قال الكلبي * (الذين أشركوا) * يعني المجوس وقال مقاتل * (أحرص الناس على حياة) * وأحرص * (من الذين أشركوا) * يعني مشركي العرب فإن قيل كيف يصح تفسير الكلبي والمجوس لا يسمون مشركين قيل له المجوس مشركون في الحقيقة لأنهم قالوا بألهين اثنين النور والظلمة قوله تعالى * (يود أحدهم) * يعني المجوس يقولون لملوكهم في تحيتهم عش عشرة آلاف سنة وكل ألف نيروز وقال مقاتل يود أحدهم يعني اليهود * (لو يعمر ألف سنة) * ثم قال * (وما هو بمزحزحه من العذاب أن يعمر) * يعني طول حياته لا يبعده ولا يمنعه من العذاب وإن عاش ألف سنة كما تمنى * (والله بصير بما يعملون) * يعني عالم بمجازاتهم بأعمالهم سورة البقرة الآيات 97 - 98 قوله تعالى * (قل من كان عدوا لجبريل فإنه نزله) * وذلك أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال لليهود ما لكم لا تؤمنون بمحمد صلى الله عليه وسلم قالوا لأن جبريل هو الذي ينزل عليه بالوحي فلو نزل عليه ميكائيل بالوحي لآمنا به لأن ميكائيل ملك الرحمة وجبريل ملك العذاب فنزلت هذه الآية ويقال إنهم كانوا يقولون إن النبوة كانت فينا فجبريل صرف النبوة عنا لعداوته معنا فنزلت هذه الآية * (قل من كان عدوا لجبريل) * قال بعضهم في الآية مضمر ومعناه قل من كان عدوا لجبريل فلا يبغضه فإن جبريل هو الذي ينزل بالقرآن فيقرأه عليك فتحفظه في قلبك * (بإذن الله مصدقا لما بين يديه) * من التوراة ويقال هذا على وجه الترغيم فكأنه يقول قل من كان عدوا لجبريل فإن جبريل هو الذي ينزل عليك رغما لهم بهذا القرآن ليقرأه عليك وليثبت به فؤادك وهذا القرآن * (وهدى) * هدى من الضلالة * (وبشرى للمؤمنين) * أي لمن آمن به من المؤمنين ثم قال الله عز وجل * (من كان عدوا لله) * ومعناه من كان عدوا لجبريل فإنه عدو لله * (وملائكته ورسله وجبريل وميكال فإن الله عدو للكافرين) * يعني اليهود ويقال إن عبد الله بن صوريا هو الذي قال لعمر إن جبريل عدونا لأنه ينزل بالشدة والخوف وميكائيل ينزل بالرخاء فنزلت هذه الآية " من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكائيل فإن الله عدو للكافرين " الآية قرأ حمزة والكسائي وقرأ عاصم في رواية أبي بكر
(١٠٢)