تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ١ - الصفحة ٥٥٤
يعني بقول عظيم ويقال بسحر تام ويقال * (وجاؤوا بسحر عظيم) * يعني بقول عظيم حتى قالوا " بعزة فرعون إنا لنحن الغالبون " الشعراء 44 ويقال وجاؤوا بكذب عظيم سورة الأعراف 117 - 127 قال الله تعالى * (وأوحينا إلى موسى أن ألق عصاك) * يعني اطرح عصاك إلى الأرض فألقى عصاه من يده فصارت حية أعظم من جميع حياتهم * (فإذا هي تلقف ما يأفكون) * يعني تلتقم وتأكل جميع ما جاؤوا به من الكذب والسحر قرأ عاصم في رواية حفص * (تلقف) * بجزم اللام وتشديد القاف وقرأ الباقون بنصب اللام وتشديد القاف ومعناهما واحد وقصدت الحية إلى فرعون فنادى موسى فأخذها فإذا هي عصا على حالها فنظر السحرة فإذا حبالهم وعصيهم قد ذهبت * (فوقع الحق) * يعني استبان الحق فظهر أنه ليس بسحر * (وبطل ما كانوا يعملون) * من السحر يعني ذهب وهلك واضمحل * (فغلبوا هنالك) * وغلب موسى السحرة عند ذلك * (وانقلبوا صاغرين) * يعني رجعوا ذليلين قالوا لو كان هذا سحر فأين صارت حبالنا وعصينا ولو كانت سحرا لبقيت حبالنا وعصينا وهذا من الله تعالى وليس بسحر فآمنوا بموسى قوله تعالى * (وألقي السحرة ساجدين) * يعني خروا لله تعالى ساجدين قال الأخفش من سرعة ما سجدوا كأنهم ألقوا ويقال وفقهم الله تعالى للسجدة * (قالوا آمنا برب العالمين) * فقال لهم فرعون إياي تعنون فأراد أن يلبس على قومه فقالوا * (رب موسى وهارون) * فندم فرعون على ما سألهم لأن بعض الناس كانوا يظنون عند مقالتهم برب العالمين أنهم أرادوا به فرعون فلما سألهم فرعون وقالوا " برب موسى وهارون " ظهر عند جميع الناس أنهم لم يريدوا به فرعون وإنما أرادوا به الإيمان بموسى وبرب العالمين * (قال فرعون آمنتم به) * يعني صدقتم بموسى * (قبل أن آذن لكم) * يعني قبل أن آمركم بالإيمان بموسى قرأ نافع وأبو عمرو وابن كثير * (آمنتم) * بالمد وقرأ الباقون بغير مد بهمزتين ومعناهما واحد ويكون استفهاما إلا عاصم في رواية حفص قرأ آمنتم بهمزة واحدة
(٥٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 549 550 551 552 553 554 555 556 557 558 559 ... » »»