تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ١ - الصفحة ٥٥٣
أرضكم) بسحره يعني من أرض مصر فقال لهم فرعون * (فماذا تأمرون) * يعني ماذا تشيرون في أمره ويقال إن بعضهم قال لبعض فماذا تأمرون يعني ماذا ترون فيه * (قالوا أرجه وأخاه) * يعني احسبهما ولا تقتلهما وأصله في اللغة التأخير يعني أخر أمرهما حتى تجتمع السحرة فيغلبوهما فإنك إن قتلتهما قبل أن يظهر حالهما يظن الناس بأنهما صادقان فإذا تبين كذبهما عند الناس فاقتلهما حينئذ فذلك قوله * (أرجه وأخاه وأرسل في المدائن حاشرين) * يعني الشرط يحشرون الناس إليك * (يأتوك بكل ساحر عليم) * أي حاذق بالسحر قرأ ابن كثير " أرجئهو " بالهمزة والواو بعد الهاء وقرأ الكسائي " أرجهي " بغير همز والياء بعد الهاء وكذلك نافع في رواية ورش وهكذا قرأ حمزة إلا أنه يكسر الهاء ولا يتبع الياء وقرأ أبو عمرو وعاصم في رواية أبو بكر وابن عامر في إحدى الروايتين " أرجئه " بالهمزة والضمة بغير مد وقرأ عاصم بالهمز وهذه لغات كلها مروية عن العرب وقرأ حمزة والكسائي * (بكل سحار عليم) * على وجه المبالغة في السحر وقرأ الباقون * (بكل ساحر) * وهكذا في يونس واتفقوا في الشعراء قوله تعالى * (وجاء السحرة فرعون قالوا إن لنا لأجرا) * يعني قالوا لفرعون أتعطينا جعلا ومالا * (إن كنا نحن الغالبين) * لموسى " قال " لهم فرعون * (نعم) * لكم الجعل * (وإنكم لمن المقربين) * يعني لكم المنزلة سوى العطية يعني أنكم تكونوا أول من يدخل علي بالسلام قرأ أبو عمرو " آين لنا لأجرا " بمد الألف وقرأ ابن كثير ونافع وحفص * (أن لنا) * بهمزة واحدة بغير ياء وقرأ عاصم وحمزة والكسائي * (أن لنا) * بهمزتين فلما اجتمعت السحرة ووعدوا للخروج يوما وأعلم الناس بخروجهم ليجتمعوا عند سحرتهم كما قال في آية أخرى * (قال موعدكم يوم الزينة) * طه 59 يعني يوم عيد كان لهم ويقال يوم النيروز فلما اجتمعوا قالت السحرة أي سحرة فرعون لموسى * (قالوا يا موسى إما أن تلقي وإما أن نكون نحن الملقين) * يعني إما أن تطرح عصاك على الأرض وإما أن نكون نحن الملقين قبلك " قال " لهم موسى * (ألقوا فلما ألقوا) * يعني السحرة ألقوا الحبال والعصي * (سحروا أعين الناس) * يعين أخذوا أعينهم بالسحر * (واسترهبوهم) * يعني طلبوا رهبتهم حتى رهبهم الناس قال الكلبي كانت السحرة سبعين فألقوا سبعين عصا وسبعين حبلا وقال بعضهم كانوا اثنين وسبعين حبلا وروى الأسباط عن السدي قال قال ابن عباس كانوا بضعا وثلاثين ألفا وقال محمد بن إسحاق كانوا ألف رجل وخمسمائة رجل ومع كل واحد منهم عصا وقد كانوا خاطوا الحبال وجعلوها مموهة بالرصاص وحشوها بالزئبق حتى إذا ألقوها تحركت كأنها حيات لأن الزئبق لا يستقر في مكان واحد فلما طلعت عليها الشمس صارت شبيها بالحيات فنظر موسى فإذا الوادي قد امتلأ بالحيات فدخل فيه الخوف ونظر الناس إلى ذلك فخافوا من كثرة الحيات فذلك قوله * (واسترهبوهم) * يعني أفزعوهم وأخافوهم * (وجاؤوا بسحر عظيم) *
(٥٥٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 548 549 550 551 552 553 554 555 556 557 558 ... » »»