تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ١ - الصفحة ٥٤٧
وأمركم بالطاعة * (ذلكم خير لكم إن كنتم مؤمنين) * يعني وفاء الكيل وترك الفساد في الأرض خير لكم من النقصان والفساد في الأرض * (إن كنتم مؤمنين) * يعني مصدقين بما حرم الله عليكم قوله تعالى * (ولا تقعدوا بكل صراط توعدون) * يعني لا ترصدوا بكل طريق توعدون أهل الإيمان بالقتل * (وتصدون عن سبيل الله) * يقول تمنعون الناس عن دين الله هو دين الإسلام * (من آمن به) * يعني شعيبا * (وتبغونها عوجا) * يقول تريدون بملة الإسلام زيغا وغيرا وروي عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله * (بكل صراط توعدون) * قال بكل سبيل حق تصدون الناس تخوفون الناس وتخوفون أهل الإيمان بشعيب ثم قال * (واذكروا إذ كنتم قليلا فكثركم) * يعني كنتم قليلا في العدد فكثر عددكم ويقال كنتم فقراء فأغناكم وكثر أموالكم * (وانظروا كيف كان عاقبة المفسدين) * يعني كيف صار آخر أمر المكذبين بالرسل يعني الذين قبلهم قوم نوح وقوم عاد وقوم هود وقوم صالح ثم قال تعالى * (وإن كان طائفة منكم آمنوا بالذي أرسلت به) * يعني إن كان جماعة منكم صدقوا بي * (وطائفة لم يؤمنوا) * يعني أي لم يصدقوا بي * (فاصبروا حتى يحكم الله بيننا) * يعني حتى تنظروا أن عاقبة المؤمنين تكون أفضل أم عاقبة الكافرين فذلك قوله * (حتى يحكم الله بيننا) * يعني حتى يقضي الله بين المؤمنين وبين الكافرين * (وهو خير الحاكمين) * يعني أعدل العادلين سورة الأعراف 88 - 93 قوله تعالى * (قال الملأ الذين استكبروا من قومه) * يعني الأشراف والرؤساء الذين تعظموا عن الإيمان * (لنخرجنك يا شعيب والذين آمنوا معك من قريتنا أو لتعودن في ملتنا) * يعني لتدخلن في ديننا الذين نحن عليه ويقال هذا الخطاب لقومه الذين آمنوا لترجعن إلى ديننا كما كنتم " قال " لهم شعيب " أو لو كنا كارهين " يعني أتجبروننا على ذلك قالوا نعم قال لهم
(٥٤٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 542 543 544 545 546 547 548 549 550 551 552 ... » »»