الجنة قال مقاتل فأقسم أهل النار أن أصحاب الأعراف داخلون النار معهم فقالت الملائكة لأهل النار أهؤلاء الذين أقسمتم لا ينالهم الله برحمة ثم تقول الملائكة لأصحاب الأعراف ادخلوا الجنة ويقال إن أهل النار يقولون لأصحاب الأعراف ما أغنى عنكم جمعكم وعملكم وأنتم والله تكونون معنا في النار ولا تدخلون الجنة فتقول الملائكة لأهل النار أهؤلاء الذين أقسمتم يعني لأصحاب الأعراف لا ينالهم الله برحمته ثم تقول الملائكة لأصحاب الأعراف * (ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون) * سورة الأعراف 50 - 53 قوله تعالى * (ونادى أصحاب النار أصحاب الجنة أن أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله) * يعني اسقونا من الماء أو شيئا من الفواكه وثمار الجنة فإن فينا من معارفكم فأعلم الله تعالى أن ابن آدم غير مستغن عن الطعام والشراب وإن كان في العذاب فأجابهم أهل الجنة * (قالوا إن الله حرمهما على الكافرين) * يعني الماء والثمار وروي في الخبر أن أبا جهل بن هشام بعث إلى النبي صلى الله عليه وسلم يستهزئ به أطعمني من عنب جنتك أو شيئا من الفواكه فقال لأبي بكر الصديق رضي الله عنه قل له إن الله حرمهما على الكافرين ثم وصفهم فقال عز وجل * (الذين اتخذوا دينهم لهوا ولعبا) * يعني اتخذوا الإسلام باطلا ودخلوا في غير دين الإسلام ويقال اتخذوا عيدهم لهوا وفرحا * (وغرتهم الحياة الدنيا) * يعني غرهم ما أصابهم من زينة الدنيا * (فاليوم ننساهم) * يعني نتركهم في النار * (كما نسوا لقاء يومهم هذا) * يعني كما تركوا العمل ليومهم هذا ويقال كما تركوا الإيمان ليومهم هذا يعني أنكروا البعث * (وما كانوا بآياتنا يجحدون) * يعني ويجحدون بآياتنا بأنها ليست من الله تعالى قوله تعالى * (ولقد جئناهم بكتاب) * يعني أكرمناهم بالقرآن * (فصلناه) * يعني بينا فيه الآيات والحلال والحرام * (على علم) * يعني بعلم منا * (هدى) * يعني بيانا من الضلالة ويقال جعلناه هاديا * (ورحمة) * يعني نعمة ونجاة من العذاب * (لقوم يؤمنون) * يعني لمن آمن وصدق به يعني أكرمناهم بهذا الكتاب فلم يؤمنوا ولم يصدقوا وإنما أضاف إلى المؤمنين لأنهم هم الذين يهتدون ويستوجبون به الرحمة
(٥٣٥)