قال حدثنا الحجاج بن يوسف عن سهل بن حماد عن أبي بن غياث عن هشام الدستوائي عن المغيرة وهو ختن مالك بن دينار عن مالك بن دينار عن أبي ثمامة عن أنس قال لما عرج بالنبي صلى الله عليه وسلم مر على قوم تقرض شفاههم بمقاريض من النار فقال (يا جبريل من هؤلاء) فقال هم خطباء من أمتك الذين يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم ثم قال * (وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون) * يعني أفلا تعقلون أن صفته في التوراة ويقال * (وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون) * أن ذلك حجة عليكم سورة البقرة آية 45 قوله تعالى * (واستعينوا بالصبر والصلاة) * يعني استعينوا * (بالصبر) * على أداء الفرائض وبكثرة الصلاة على تمحيص الذنوب ويقال استعينوا بالصبر على نصرة محمد صلى الله عليه وسلم وقال مجاهد * (استعينوا بالصبر والصلاة) * يعني استعينوا بالصوم والصلاة وإنما سمي الصوم صبرا لأن في الصوم حبس النفس عن الطعام والشراب والرفث وقد قيل الصبر على ثلاثة أوجه صبر على الشدة والمصيبة وصبر على الطاعة وهو أشد من الأول وأجره أكثر وصبر عن المعصية وهو أشد من الأول والثاني وأجره أكثر منهما وفي هذا الموضع أراد الصبر على الطاعة * (وإنها لكبيرة) * يعني الاستعانة ويقال الصلاة لكبيرة أي ثقيلة * (إلا على الخاشعين) * يعني المتواضعين ويقال الذليلة قلوبهم سورة البقرة آية 46 قوله تعالى (الذين يظنون أنهم ملاقو ربهم) يعني يستبقنون أنهم يبعثون يوم القيامة بعد الموت وإنما سمي اليقين ظنا لأن في الظن طرفا من اليقين فيعبر بالظن عن اليقين وقوله * (وأنهم إليه راجعون) * يعني في الآخرة بعد البعث للحساب سورة البقرة آية 47 قوله تعالى * (يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأني فضلتكم على العالمين) * يعني عالمي زمانهم وقال بعضهم من آمن من أهل الكتاب بمحمد صلى الله عليه وسلم كانت له فضيلة على غيره وكان له أجران أجر إيمانه بنبيه وأجر إيمانه بمحمد صلى الله عليه وسلم وقد روي عن رسول الله النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ثلاثة يعطيهم الله الأجر مرتين من اشترى جارية فأحسن تأديبها
(٧٦)