تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ١ - الصفحة ٧٣
توبته قوله * (إنه هو التواب الرحيم) * يعني المتجاوز عن الذنوب الرحيم بعباده سورة البقرة آية 38 قوله تعالى * (قلنا اهبطوا منها جميعا) * يعني آدم وحواء والحية وإبليس وفي الآية دليل على أن المعصية تزيل النعمة عن صاحبها لأن آدم قد أخرج من الجنة بمعصيته وهذا كما قال القائل (إذا كنت في نعمة فارعها * فإن المعاصي تزيل النعم (وداوم عليها بشكر الإله * فإن الإله شديد النقم) وقال تعالى * (إن الله لا يغير ما بقوم) * الرعد 11 الآية وقوله تعالى * (فإما يأتينكم مني هدى) * وأصله فإن ما إلا أن النون أدغمت في الميم وإن لتأكيد الكلام وما للصلة ومعناه فإن يأتينكم مني هدى يعني البيان وهو الكتاب والرسل خاطب به آدم وعنى به ذريته * (فمن تبع هداي) * يعني من اتبع كتابي وأطاع رسلي * (فلا خوف عليهم) * فيما يستقبلهم من العذاب * (ولا هم يحزنون) * على ما خلفوا من أمر الدنيا سورة البقرة آية 39 ثم قال عز وجل * (والذين كفروا وكذبوا بآياتنا) * يعني جحدوا برسلي وكذبوا بآياتي * (أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون) * يعني دائمين سورة البقرة الآيات 40 - 43 قوله تعالى * (يا بني إسرائيل) * يعني أولاد يعقوب وإنما سمي إسرائيل لأن الأسر بلغتهم عبد وأيل هو الله فكأنه قال يا بني عبد الله وقيل إنما سمي إسرائيل لأنه أسره ملك يقال له إيل وذلك أنه كان في سفر مع أولاده وكان يسير خلف القافلة وكان له قوة فدخل في نفسه شيء من نفسه شيء من العجب فابتلاه الله تعالى أن جاءه ملك على هيئة اللص وأراد أن يضرب على القافلة فأراد يعقوب أن يضربه على الأرض فلم يقدر على ذلك وكانا في تلك
(٧٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 ... » »»