قال * (فإن جاؤوك فاحكم بينهم أو أعرض عنهم) * نسختها آية أخرى * (وأن احكم بينهم بما أنزل الله) * المائدة 49 وقال مجاهد لم ينسخ من المائدة إلا آيتان قوله * (فاحكم بينهم أو أعرض عنهم) * نسختها * (وأن احكم بينهم بما أنزل الله) * المائدة 49 وقوله " ولا تحلوا شعائر الله " نسختها * (فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم) * التوبة 5 وقال الزهري مضت السنة أن يرد أهل الكتاب في حقوقهم ومواريثهم إلى أهل دينهم إلا أن يأتوا راغبين حكم الله تعالى فيحكم بينهم بكتاب الله تعالى وهذا القول يوافق قول أبي حنيفة رضي الله عنه أن لا يحكم بينهم ما لم يتراضوا بحكمنا سورة المائدة 43 - 44 ثم قال عز وجل * (وكيف يحكمونك وعندهم التوراة) * يعني كيف يرضون بحكمك ويقال كيف يقرون بحكمك * (وعندهم التوراة فيها حكم الله) * يعني آية الرجم وحكم الجراحات فلم يقروا بها ولم يعملوا بها * (ثم يتولون من بعد ذلك) * يعني يعرضون عن العمل به من بعد ما بين الله في كتابهم ثم قال * (وما أولئك بالمؤمنين) * يعني ليسوا بمصدقين بما عندهم وهم يقولون نحن نؤمن بالتوراة وهم كاذبون ثم قال عز وجل * (إنا أنزلنا التوراة فيها هدى) * من الضلالة * (ونور) * يعني بيان الشرائع والأحكام يعني حكم الرجم والجراحات * (يحكم بها النبيون الذين أسلموا) * يعني يقضي بها النبيون الذين صدقوا بالتوراة من لدن موسى عليه السلام إلى عيسى عليه السلام وبينهما ألف نبي ويقال أربعة آلاف نبي ويقال أكثر من ذلك عليهم السلام كانوا يحكمون بما في التوراة * (للذين هادوا) * يعني كانوا يحكمون لهم وعليهم ويقال يحكم بها الأنبياء من لدن موسى إلى محمد صلى الله عليه وسلم ولهذا قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالرجم بحكم التوراة ثم قال تعالى * (والربانيون والأحبار) * قال بعضهم * (الربانيون) * العلماء * (والأحبار) * القراء ويقال * (الربانيون) * الذين في العمل أكثر وفي العلم أقل * (والأحبار) * الذين في العلم أكثر وفي العمل أقل مثل الفقهاء والعباد ويقال كالفقهاء والعلماء وقال القتبي كلاهما واحد وهما العلماء * (بما استحفظوا من كتاب الله) * يعني علموا واستودعوا من كتاب الله التوراة * (وكانوا عليه شهداء) * بما في كتاب الله الرجم وسائر الأحكام
(٤١٦)