تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ١ - الصفحة ٤٠٥
- 26 قوله تعالى " وإذا قال موسى لقومه يا قوم اذكروا نعمة الله عليكم " يعني احفظوا منة الله عليكم ونعمته * (إذ جعل فيكم أنبياء) * قال في رواية الكلبي يعني السبعين سوى موسى وهارون عليهما السلام وهم الذين اختارهم موسى فانطلقوا معه إلى الجبل ويقال * (إذ جعل فيكم أنبياء) * يعني في بني إسرائيل فكان فيهم أربعة آلاف نبي عليهم السلام ثم قال * (وجعلكم ملوكا) * يعني بعد العبودية لفرعون قال ابن عباس إن الرجل إذا لم يدخل عليه أحد في بيته إلا بإذنه فهو ملك وروى ابن أبي نجيح عن مجاهد أنه قال * (وجعلكم ملوكا) * أي جعل لكم أزواجا وخدما وبيوتا وبنين ويقال من استغنى عن غيره فهو ملك وهذا كما قال النبي صلى الله عليه وسلم من أصبح آمنا في سربه معافى في بدنه وله قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها أي بجميعها ثم قال تعالى * (وآتاكم ما لم يؤت أحدا من العالمين) * يعني أعطاكم ما لم يعط أحدا من الخلق وهو المن والسلوى والغمام وغير ذلك ثم قال عز وجل * (يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة) * يعني المطهرة والمقدسة في اللغة هو المكان الذي يتطهر فيه فتأويله البيت الذي يتطهر فيه الإنسان من الذنوب ثم قال * (التي كتب الله لكم) * يعني التي أمركم الله تعالى أن تدخلوها ويقال التي وعد لإبراهيم أن يكون ذلك له ولذريته وذلك أن الله تعالى وعد لإبراهيم أن يكون له مقدار ما يمد بصره فصار ذلك ميراثا منه حين عرج إبراهيم فقال له جبريل انظر يا إبراهيم فنظر فقال يعطي الله تعالى لك ولذريتك مقدار مد بصرك من الملك وهو أرض فلسطين وأردن وما حولهما فقال موسى لقومه * (ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم) * يعني التي جعل لأبيكم إبراهيم عليه السلام ولكم ميراث منه وقال القتبي أصل الكتاب ما كتب الله تعالى في اللوح المحفوظ ثم يتفرغ منه المعاني ويقال كتب بمعنى قضى كما قال * (قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا) * التوبة 51 ويقال كتب أي فرض كما قال * (كتب عليكم الصيام) * ويقال كتب أي جعل كما قال * (فاكتبنا مع الشاهدين) * ويقال كتب أي أمر كما قال * (ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم) * يعني أمر الله لكم بدخولها قال ويقال هاهنا بمعنى جعل ثم قال تعالى * (ولا ترتدوا على أدباركم) * يعني لا ترجعوا عما أمرتم به من الدخول
(٤٠٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 400 401 402 403 404 405 406 407 408 409 410 ... » »»