تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ١ - الصفحة ٤٢٠
الله تعالى رسوله أن يفرق بينهما بقوله * (وأن احكم بينهم بما أنزل الله) * وقال في رواية الكلبي طلبوا منه بأن يحكم بينهم في الدماء على ما كانوا عليه في الجاهلية فنزل * (وأن احكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم واحذرهم أن يفتنوك) * قال القتبي أصل الفتنة الاختبار ثم يستعمل في أشياء تستعمل في التعذيب كقوله " إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات " البروج 10 وكقوله * (يوم هم على النار يفتنون) * الذاريات 13 وتكون الفتنة الشرك كقوله " وقتلوهم حتى لا تكون فتنة " البقرة 193 وتكون الفتنة العبرة كقوله " لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين " يونس 85 وتكون الفتنة الصد عن سبيل الله كقوله * (واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله إليك) * ثم قال * (فإن تولوا) * يعني أبوا أن يرضوا بحكمك * (فاعلم أنما يريد الله أن يصيبهم ببعض ذنوبهم) * يعني يعذبهم في الدنيا قال الكلبي يعني بالجلاء إلى الشام والإخراج من دورهم وقال الضحاك يعني يريد الله أن يأمر بهم إلى النار بذنوبهم ثم قال * (وإن كثيرا من الناس) * يعني رؤساء اليهود * (لفاسقون) * يعني لكافرون والفاسق هو الذي يخرج عن الطاعة ثم قال * (أفحكم الجاهلية يبغون) * يعني يطلبون منك شيئا لم ينزله الله إليك في حكم الزنى والقصاص كما يفعل أهل الجاهلية قرأ ابن عامر ومن تابعه من أهل الشام * (تبغون) * على معنى المخاطبة وقرأ الباقون بالياء على معنى المغايبة ثم قال * (ومن أحسن من الله حكما) * يقول ومن أعدل من الله قضاء * (لقوم يوقنون) * يعني يصدقون بالقرآن سورة المائدة 51 - 53 قوله تعالى * (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء) * في العون والنصرة وذلك أنه لما كانت وقعة أحد خاف أناس من المسلمين أن يظهر عليهم الكفار فأراد من كانت بينه وبين النصارى واليهود صحبة أن يتولوهم ويعاقدوهم فنهاهم الله تعالى عن ذلك فقال * (لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء) * يعني معينا وناصرا * (بعضهم أولياء بعض) * يعني بعضهم
(٤٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 415 416 417 418 419 420 421 422 423 424 425 ... » »»