تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ١ - الصفحة ٣١٧
الأفضاء الجماع وبهذا القول قال بعض الناس وأما علماؤنا رحمهم الله قالوا إذا خلا بها خلوة صحيحة يجب كمال المهر والعدة دخل بها أو لم يدخل بها ثم قال * (وأخذن منكم ميثاقا غليظا) * يقول أوجبن عليكم عهدا وثيقا بالنكاح وهو قوله " فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسن " البقرة 229 فصار ذلك على الرجال ميثاقا غليظا من النساء ثم بين ما يحل للرجال من النساء وما لا يحل فقال سورة النساء الآيات 22 - 23 فقال تعالى " ولا تنكحوا ما نكح آباؤهم من النساء " يعني لا تتزوجوا من قد تزوج آباؤكم من النساء ويقال اسم النكاح يقع على الجماع والتزوج فإن كان الأب تزوج امرأة أو وطئها بغير نكاح حرمت على ابنه ثم قال * (إلا ما قد سلف) * يقول لا تفعلوا سوى قد فعلتم في الجاهلية وكان الناس يتزوج الرجل منهم امرأة الأب برضاها بعد نزول قوله * (لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرها) * حتى نزلت الآية * (ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم) * الآية فصار حراما في الأحوال كلها ويقال * (إلا ما قد سلف) * يعني ولا ما قد سلف كقوله تعالى " وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنا إلا خطئا " النساء 92 يعني ولا خطأ وقد قيل إن في الآية تقديما وتأخيرا ومعناه ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء * (إنه كان فاحشة ومقتا وساء سبيلا) * إلا ما قد سلف وقد قيل إن في الآية إضمارا يقول * (ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء) * فإنكم إن فعلتم تعاقبون وتؤاخذون * (إلا ما قد سلف) * ثم قال * (إنه كان فاحشة) * أي معصية * (ومقتا) * أي بعضا * (وساء سبيلا) * أي بئس المسلك ثم قال تعالى * (حرمت عليكم أمهاتكم) * يعني نكاح أمهاتكم فذكر الأمهات والمراد منه الأمهات والجدات ثم قال تعالى * (وبناتكم) * ذكر البنات والمراد به البنات والحفيدات أي بنات الأولاد ثم قال تعالى * (وأخواتكم) * يعني من النسب إلى قوله * (وأخواتكم من الرضاعة) * * (وعماتكم) * يعني أخوات أبيكم * (وخالاتكم) * يعني أخوات أمكم * (وبنات الأخ وبنات الأخت وأمهاتكم اللاتي أرضعنكم وأخواتكم من الرضاعة) *
(٣١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 312 313 314 315 316 317 318 319 320 321 322 ... » »»