تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ١ - الصفحة ٣١١
ثم قال تعالى * (وإن كانت واحدة فلها النصف) * يعني إن ترك الميت بنتا واحدة فلها النصف من الميراث والباقي للعصبة بالخبر قرأ نافع * (وإن كانت واحدة) * بالرفع على اسم كانت وقرأ الباقون بالنصب على معنى الخبر ويكون الاسم فيه مضمرا ثم قال تعالى * (ولأبويه لكل واحد منهما السدس مما ترك) * الميت من المال * (إن كان له ولد) * يعني إن كان له ولد ذكر أو أنثى أو ولد الابن * (فإن لم يكن له) * للميت * (ولد) * ولا ولد ابن * (وورثه أبواه) * يعني إن لم يكن للميت وارث سوى الأبوين * (فلأمه الثلث) * يعني للأم ثلث المال والباقي للأب قرأ حمزة والكسائي * (فلأمه) * بكسر الألف لكسر ما قبله وقرأ الباقون * (فلأمه) * بضم الألف ثم قال تعالى " وإن كان له إخوة فلأمه السدس " يعني إذا كان للميت إخوة وقد اتفق أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن اسم الإخوة يقع على الاثنين فصاعدا إلا في قول ابن عباس ثلاثة فصاعدا واتفقوا أن الذكور والإناث فيه سواء فيكون للأم السدس والباقي للأب ثم قال تعالى * (من بعد وصية) * يعني قسمة الميراث من بعد وصية * (يوصي بها) * الميت * (أو دين) * يعني بعد قضاء الدين وإنفاذ الوصية وروى الحارث عن علي رضي الله عنه قال قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالدين قبل الوصية وأنتم تقرؤون * (من بعد وصية يوصي بها أو دين) * يعني في الآية تقديم وتأخير وروي عن ابن عباس هكذا قرأ ابن كثير وابن عامر وعاصم * (يوصي بها) * على فعل ما لم يسم فاعله وقرأ الباقون * (يوصي بها) * يعني الميت إن كان يوصي بها أو عليه دين ثم قال تعالى * (آباؤكم وأبناؤكم لا تدرون أيهم أقرب لكم نفعا) * يعني في الآخرة إذا كان أحدهما أرفع درجة من الآخر يسأل الله تعالى حتى يرفع إليه الآخر لتقر عينه به فقال * (لا تدرون أيهم أقرب لكم نفعا) * يعني أيهم أرفع درجة فيلحق به صاحبه ويقال معناه أن الله علمكم قسمة المواريث وأنكم لا تدرون * (أيهم أقرب لكم نفعا) * يعني حيا حتى تعطوه حصته ويقال * (لا تدرون أيهم أقرب) * موتا فيرث منه الآخر ثم قال تعالى * (فريضة من الله) * يعني بيان قسمة المواريث من الله تعالى ويقال القسمة فريضة من الله تعالى لا يجوز تغييرها عما أمر الله بذلك ثم قال تعالى * (إن الله كان عليما) * بقسمة المواريث * (حكيما) * حكم قسمتها وبينها لأهلها وقال الزجاج معناه كان الله * (عليما) * بالأشياء قبل خلقها * (حكيما) * فيما يقدر ويدبر منها وقال بعضهم لأن الله تعالى لم يزل ولا يزال فالخبر منه بالماضي كالخبر
(٣١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 306 307 308 309 310 311 312 313 314 315 316 ... » »»