تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ١ - الصفحة ٢٧٢
حدثنا يعقوب عن أبي حازم قال أخبرني سهل بن سعد قال إن أدنى أهل الجنة يقال له تمن فيقول أعطني كذا وأعطني كذا حتى إذا لم يجد شيئا يتمنى لقن فيقال له قل كذا قل كذا فيقول له لك ذلك ومثله وفي رواية أبي سعيد الخدري لك هذه وعشرة أمثالها معها ثم قال تعالى * (أعدت للمتقين) * يعني الجنة سورة آل عمران 134 ثم نعت المتقين فقال * (الذين ينفقون في السراء والضراء) * إلى آخر الآية نعت للمتقين ويقال إن كل نعت من ذلك هو نعت على حدة فكأنه يقول أعدت للمتقين للذين " ينفقون من السراء " إلى آخر الآية قوله * (في السراء والضراء) * يعني ينفقون أموالهم في حال اليسر وفي حال العسر وهذا قول الكلبي وقال مقاتل والضحاك في حال السعة والشدة ويقال في الصحة والمرض ويقال * (في السراء) * يعني في حال الحياة وفي * (الضراء) * يعني بعد الموت ويقال في سراء المسلمين في عرسهم وولائمهم والضراء في نوائبهم ومآتمهم ويقال * (في السراء) * يعني النفقة التي تسركم مثل النفقة على الأولاد والأقربين * (والضراء) * النفقة على الأعداء والكاشحين ويقال * (في السراء) * يعني على الأغنياء يضيفهم ويهدي إليهم * (والضراء) * يعني على أهل الضر يتصدق عليهم وقال * (والكاظمين الغيظ) * يعني المرددين الغيظ في أجوافهم وأصله في اللغة كظم البعير إذا ردد جرته ومعناه الذين إذا أصابهم الغيظ تجاوزوا ولم يعاقبوا ثم قال تعالى * (والعافين عن الناس) * قال الكلبي يعني عن المملوكين ويقال * (والعافين عن الناس) * بعد قدرتهم عليهم فيعفو عنهم * (والله يحب المحسنين) * من الأحرار والمملوكين ويقال الذين يحسنون بعد العفو ويزيدون عليه إحسانا وروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال من كظم غيظا وهو يقدر على أن ينفذه ثم لم ينفذه زوجه الله من الحور العين حيث يشاء وفي خبر آخر عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال ما عفا رجل عن مظلمة قط إلا زاده الله بها عزا
(٢٧٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 267 268 269 270 271 272 273 274 275 276 277 ... » »»