تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ١ - الصفحة ١٧٦
أي ثلاث حيض وقال بعضهم ثلاثة أطهار وقال أكثر أهل العلم المراد به الحيض وأصل القرء الوقت وظاهر الآية عام في إيجاب العدة على جميع المطلقات ولكن المراد بها الخصوص لأنه لم يدخل في الآية خمس من المطلقات الأمة والصغيرة والآيسة والحامل وغير المدخول بها ثم قال * (ولا يحل لهن أن يكتمن ما خلق الله في أرحامهن) * يعني الحمل والحيض لا يحل لها أن تقول أنا حائض ولم تكن حائضا أو تقول أنا حامل وليست بحامل * (إن كن يؤمن بالله واليوم الآخر) * يعني إن كن يصدقن بالله واليوم الآخر قوله تعالى * (وبعولتهن أحق بردهن في ذلك إن أرادوا إصلاحا) * يعني في حال التربص إذا كان الطلاق رجعيا ثم قال * (ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف) * يعني للنساء على الأزواج من الحقوق مثل ما للرجال على النساء في حال التربص بالطلاق رجعيا * (ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف) * يقول بما عرف شرعا * (وللرجال عليهن درجة) * يعني فضيلة في النفقة والمهر * (والله عزيز حكيم) * فيما حكم من الرجعة في الطلاق الذي يملك فيه الرجعة ثم بين الطلاق الذي يملك فيه الرجعة فقال تعالى * (الطلاق مرتان) * يعني يقول الطلاق الذي يملك فيه الرجعة تطليقتان * (فإمساك بمعروف) * يعني إذا راجعها يمسكها بمعروف ينفق عليها ويكسوها ولا يؤذيها ويحسن معاشرتها * (أو تسريح بإحسان) * يعني يؤدي حقها ويخلي سبيلها ويقال * (أو تسريح بإحسان) * يعني يطلقها التطليقة الثالثة ويعطي مهرها ويقال يتركها حتى تنقضي عدتها ويقال يؤدي حقها ويخلي سبيلها ويقال * (أو تسريح بإحسان) * وقال ابن عباس كان الرجل في الجاهلية إذا طلق امرأته تطليقة أو تطليقتين كان الرجل أحق بها وإذا طلقها الثالثة كانت المرأة أحق بنفسها واحتج بقول الأعشى كانت لديه امرأة من بني هوزان (يا رب ذي ضغن وضب فارض * ماله قرء كقرء الحائض) فأخذه بنو هوزان حتى يطلق امرأته فلما طلقها واحدة قالوا له عد فطلقها الثانية فلما طلقها الثانية قالوا له عد فطلقها الثالثة فعرف أنها بانت منه ولا تحل له فقال عند ذلك (أجارتي بيني فإنك طالقه * كذا أمور الناس غاد وطارقه) (وبيني فإن البين خير من العصا * وأن لا تزال فوق رأسك بارقه) (وذوقي قنى الحي إني ذائق * قناة أناس مثل ما أنت ذائقة) (لقد كان في شبان قومك منكح * وفتيان هوزان الطوال العرايقة) قوله تعالى * (ولا يحل لكم أن تأخذوا مما آتيتموهن شيئا) * نزلت في جميلة بنت عبد الله بن أبي ابن سول وزوجها ثابت بن قيس وكانت تبغضه فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم
(١٧٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 ... » »»