تفسير ابن أبي حاتم - ابن أبي حاتم الرازي - ج ١٠ - الصفحة ٣٢١٥
فانطلق الكافر وتركه. قال: فلما راه المؤمن ليس يلوي عليه رجع وتركه، يعيش المؤمن في شدة من الزمان، ويعيش الكافر في رخاء من الزمان، قال: فإذا كان يوم القيامة وادخل الله المؤمن الجنة يمر فإذا هو بأرض ونخل وثمار وانهار، فيقول: لمن هذا؟ فيقال: هذا لك: فيقول: يا سبحان الله. أو بلغ من فضل عملي ان أثاب بمثل هذا؟! قال: ثم يمر فإذا هو برقيق لا تحصى عدتهم، فيقول لمن هذا؟ فيقال: هؤلاء لك. فيقول: يا سبحان الله، أو بلغ من فضل عملي ان أثاب بمثل هذا؟! قال: ثم يمر فإذا هو بقبة من ياقوتة حمراء مجوفة، فيها حوراء عيناء، فيقول: لمن هذه؟ فيقال: هذه لك. فيقول: يا سبحان الله! أو بلغ من فضل عملي ان أثاب بمثل هذا؟! قال: ثم يذكر المؤمن شريكه الكافر فيقول: اني كان لي قرين. يقول: ائنك لمن المصدقين ائذا متنا وكنا ترابا وعظاما ائنا لمدينون قال فالجنة عالية، والنار هاوية قال: فيريه الله شريكه في وسط الجحيم، من بين أهل النار، فإذا راه المؤمن عرفه، فيقول: تالله ان كدت لتردين ولولا نعمة ربي لكنت من المحضرين أفما نحن بميتين الا موتتنا الأولى وما نحن بمعذبين ان هذا لهو الفوز العظيم لمثل هذا فليعمل العاملون بمثل ما من عليه. قال: فيتذكر المؤمن ما مر عليه في الدنيا من الشدة فلا يذكر مما مر عليه في الدنيا من الشدة أشد عليه من الموت. قوله تعالى: أفما نحن بميتين اية 58 18192 حدثنا أبو عبد الله الطهراني، حدثنا حفص بن عمر العدني، حدثنا الحكم بن ابان عن عكرمة قال: قال ابن عباس رضي الله عنهما في قول الله تبارك وتعالى لأهل الجنة: كلوا واشربوا هنيئا بما كنتم تعملون قال ابن عباس رضي الله عنهما: قوله: هنيئا اي: لا يموتون فيها. فعندها قالوا أفما نحن بميتين الا موتتنا الأولى وما نحن بمعذبين. قوله تعالى: هل أنتم مطلعون اية 54 18193 عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: هل أنتم مطلعون يقول: مطلعون اليه حتى انظر اليه في النار.
(٣٢١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 3210 3211 3212 3213 3214 3215 3216 3217 3218 3219 3220 ... » »»