أحكام القرآن - محمد بن إدريس الشافعي - ج ١ - الصفحة ٦٦
قيل في ذلك والله أعلم لا تستقبلوا المسجد الحرام من المدينة إلا وأنتم مستدبرون بيت المقدس وإن جئتم من جهة نجد اليمن فكنتم تستقبلون البيت الحرام وبيت المقدس استقبلتم المسجد الحرام لا أن إرادتكم بيت المقدس وإن استقبلتموه باستقبال المسجد الحرام ولأنتم كذلك تستقبلون ما دونه ووراءه لا إرادة أن يكون قبلة ولكنه جهة قبلة وقيل * (لئلا يكون للناس عليكم حجة) * في استقبال قبلة غيركم وقيل في تحويلكم عن قبلتكم التي كنتم عليها إلى غيرها وهذا أشبه ما قيل فيها والله أعلم لقول الله عز وجل سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها إلى قوله تعالى مستقيم فأعلم الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن لا حجة عليهم في التحويل يعني لا يتكلم في ذلك أحد بشيء يريد الحجة إلا الذين ظلموا منهم لا أن لهم حجة لأن عليهم أن ينصرفوا عن قبلتهم إلى القبلة التي أمروا بها
(٦٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 ... » »»