تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل بن سليمان - ج ٣ - الصفحة ٤٩٥
دنت القيامة والآخرة خير لك من الدنيا * (ولسوف يعطيك ربك) * في الآخرة، وهو الخير * (فترضى) * [آية: 5] يعني حتى ترضى، ثم ترضى، ثم ترضى بما يعطيك، ثم أخبره الله عز وجل عن حاله التي كان عليها، وذكره النعم، فقال له جبريل عليه السلام: * (ألم يجدك يتيما فئاوى) * [آية: 6] يقول: فضمك إلى عنك أبي طالب، فكفاك المؤنة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ' من على ربي وهو أهل المن '، فقال جبريل، عليه السلام: * (ووجدك ضالا) * عن الدلالة * (فهدى) * [آية: 7] فهداك لدينه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ' من على ربي وهو أهل المن '، فقال جبريل، عليه السلام: * (ووجدك عائلا) * يعني فقيرا * (فأغنى) * [آية: 8] فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ' من على ربي، وهو أهل المن '.
ثم وصاه الله عز وجل، فقال: * (فأما اليتيم فلا تقهر) * [آية: 9] يقول: لا تنهره، ولا تعبس في وجهه، فقد كنت يتيما * (وأما السائل) * يعني الفقير المسكين * (فلا تنهر) * [آية: 10] لا تنهره إذا سألك فقد كنت فقيرا * (وأما بنعمة ربك فحدث) * [آية: 11] يعني اشكر الله على ما ذكر في هذه السورة، وما صنع الله عز وجل بك من الخير، إذ قال: ألم تكن كذا، ففعلت بك كذا، أنزلت هاتين السورتين جميعا بمكة: والضحى، والليل، وألم نشرح لك صدرك، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يحدث بهما سرا إلى من يطمئن إليه، ثم أتاه جبريل، عليه السلام، بأعلى مكة فدفع الأرض بيديه فانفرت عين ماء، فتوضأ جبريل، عليه السلام، ليرى النبي صلى الله عليه وسلم وضوء الصلاة، ثم توضأ النبي صلى الله عليه وسلم فصلى به جبريل، عليه السلام، فلما انصرف أخبر خديجة، ثم صلت مع النبي صلى الله عليه وسلم.
* *
(٤٩٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 490 491 492 493 494 495 496 497 498 499 500 ... » »»